سلام الـلـه عليكم
الاخ الفاضل الاديب والشعر الاستاذ محمد المختار زادني
سافرت معك عبر المسافات , رحلة جميلة ساحرة , كنت احلق بين الفرح والسعادة , وبين الحزن والأسى , كم ترنمت بسماع موسيقا , آلة العود , تلك الموسيقا المسجلة , في ملفات صوتية , تأخذ بنياط القلب , وتشعرني باصالتي وارتباطي بالأرض والانسان , ثم اوترت بقطع المسك , كما وترت انت , وقرأت ما خطته اقلام اهل الذكر , ثم متعت ناظري , كما متعت روحي , بسحر الاماكن الرائعة :
"ويقرع سمعي هذا الشطر:« وإذا بي قد خلت منك يميني...»
أجل؛ يميني خلت من كل جمالك ياأم الربيع وأنت تعانق بحرارة عرض المحيط، تنساب مياهك العذبة ممزوجة بأطياف الحب النقي تحيي ضريح عائشة وغابة الحوزية الغناء وهي تحكي سمفونية الرحلة من قنة الأطلس حتى المصب الحالم ببنات الحور تمرح في الضياء أوان الأصيل...خلت يميني من اخضرار بساطك ياسهول دكالة وروابي الغرب وقصور سجلماسة وتلال البوادي المتثائبة تحت سنا إشراقة هذا الصباح! وأي عشق متجدد أحمل لك يامروج بلادي ! لم تشبع أحداقي من لون تربة "التيرس" ولا شبعت أذني من صوت الحق يرفع بمآذن آزمور والجديدة والعدوتين ولا من هتاف الصبية وهم يمرحون بساحة مدرسة المنار تتناهى نداآتهم إلى فراش علتي بغرفتي المطلة على تلك الساحة ..."
ثم رجعت اتأمل وارجع نفسي , بين الواقع والأمل , بين اليوم والغد القادم , مع اشراقة شمس ذات يوم , اريد كشف اللغز المحيّر , سرحت بخيالي , ومع بسمة الأمل , كنت معك ايها الاديب :
"يا وطني! أنت مشرف على انبلاج صبح الإصلاح، وإن ذاك ليبعث في روحي إشراقة الأمل بقدرما يحقن في عروقي ألم الحسرة لحرماني من شرف توزيع ما أعددت من كؤوس البسمات على الأبطال من جنود الخفاء أولي الضمائر الحية والعقول النيرة والهمم العالية حين يعودون أوان كل أصيل بجباه يبرق من عاليها الجد والحزم والإباء ويهتفون بحناجر ظامئة للرحيق المختوم، تتوق ثناياها لحلاوة الذكر الحكيم يتلى أوان كل إياب من جبهة الإصلاح، حيث الكلمة الطيبة تُسَخّر وأعمال المخلصين لمحو عفن الغش والفساد من على جبينك يا وطني..."
وكم عزّ علي ان تسافر , كم عزّ علي ان تهجر ايها الانسان , ايها المبدع , انت رمز الحب , وانت الأمل , انت الغد , لست معك بالرحيل , حتى وان وعدتني بالعودة , لننعم معا , بما تعدني به :
"على أمل أن اعود إليك لأرتشف ما تبقى لي من نور الحياة بين مروجك وسهولك وجبالك وغاباتك وشطآنك . لأنعم بترانيم الأناشيد الطفولية وبغنة الترتيل وصفير الرياح حين تداعب رؤوس السنابل، وهديل الحمائم وشدو العنادل... وسأُسْمِع أهلي عبر الأثير من ألحان الفرسان لونا جديدا وأعصر من أوراق السرو ترياقا يشفي صدور أحبابي ويبرئ لهبات الحنين لدى كل غريب... "
ما اجمل هذه الرحلة , معك ايها الاديب والمفكر , كم انت رائع , لقد رأيت من خلال شفافيتك , رؤى واماكن واحاسيس , جعلتني اتذوق كل جميل فيها .
تقبل محبتي وتقديري
اخوكم
السمان