أمسكتها بيدي ، تضع حقيبتها على ظهرها الذي يئن ألماً ؛ لم يعتد على حمل شيء فوقه من قبل ....
ترتدي زيها المدرسي ، جدائلها تتأرجح فرحاً مزينة بشريط أحمر كبتلات الزهور اليانعة ، تشرق على وجهها ابتسامة ..!!
من آن لآخر أنظر لها ، تسير بجواري ، كأنها ترقص وهى تسمع هديل الأمل فوق أغصان عمرها الصغير ، تلك الابتسامة لم تبرح مقاعد ملامحها ، اندهشت ألا تهاب اليوم الأول في المدرسة ..؟
كلما اقتربنا من المدرسة ، كلما ضغط الخوف بقبضته على قلبي ، زفيري يتكلس لايريد الخروج خوفاً من أن يغتاله صقيع النهار فيتلاشى ....
عند باب المدرسة يبدأ العرق في الانهمار من جبهتي ، حتى أن منديلي ارتوى ولا مكان لقطرة أخرى ....
تنقبض ملامحي وأنا على باب الفصل ، تسري بشراييني دمعة قديمة تختلط بدمائي لأشعر بالحزن يحتل أرجائي .. تأخذها المُدرسة من يدي ، استسلمت لها ..
وقفت خارج باب الفصل ، دعتني المدرسة للدخول ، وما إن دلفتُ حتى شعرت باختناق شديد ، شعرت أن جدرانه تقترب من بعضها ، سقفه يتهاوى فوقي ، صرخت فرائصي ، هرعت للخارج ..!!
وقفت وقد استعدتُ بعض اتزاني ..!!
تابعتهما عيناي ، بترقب وخوف إلى أن أجلستها بمقعدها ، نَظرتُ للطفلة التي بجوارها ، وجدتها تبتسم لها ..!
هرعت إلى ابنتي ، صرختُ فيها .........
- لا تكلميها .. لا تصادقيها .....