الاستاذ المصيلحي...
احيانا نتعمد ان نعتمد على بعض النماج البدائية في طرحنا..اقصد نلجأ الى بعص الصور التي هي ليست بشيء غريب على ذهن وعين المتابع..مثل الورد والحمام والليل والاحزان والعناد والتكبر..وووو.
ان هذه النماذج هي في الاصل مادة شعرية جميلة وشائعة بين الناس ..وهي مما لاشك فيه تنطوي على معاني تلامس النفس البشرية ملامسة حقة..لما اعطته من مغزاها في الماضي لكل قارئ وشاعر ومتابع لذا فمعينها لاينضب ابدا..الا في حالة الاسراف في ذكرها.
لكن وجدتك قد استخدمتها بصورة عفوية ودون تعسف لذا فهي قد جاءت ملائمة تماما لسير احداث القصيدة.
القصيدة..بلا شك..لوحة هجر ورحيل..تركت اثارها الرهيبة على صدر الشاعر.. ومع انه ينادي..في اكثر من موضع ..بعدم سلك طريق الهجر والرحيل..لانه طريق شائك مميت ومبعث للالم والاحزان..الا..ان المقابل استجابتها ضعيفة...فهو ينادي بالفرح اذا بقيا.. وهي تخلف وراءها الصبار كرمز للحزن..وهكذا تجري مجريات القصيدة الى النهاية..حاجز نفسي واخر معنوي..المعنوي..رمزية الصبار..ودلالته للحزن..والنفسي..توهم الجدار الذي يفرق صبحه عنها.
واذا ما تعمقنا اكثر في القصيدة نجد بان الشاعر نفسه يعيش حالة اشبه بالمأساة الانسانية والتي تبدأ ابدا بالمناوحة الابدية بين الفراغ والامتلاء..الحنين والهجران.. والانصراف الى المرأة والانصراف عنها.
المصيلحي...
قصيدة تخفي وراء معانيها الكثير...وليس لها الا انت لتكشف اغوارها..
عساك تقبل مرور هذا..
عساني لم افسد روعتها..
تقديري واحترامي
جوتيار