|
مَا اللَّيْلُ إِلا منْ جِراحِ مُتَيَّمِ |
عَبَراتُ لَوعَةِ خائِفٍ مُتَأَلِّمِ |
قُتِلَ الْهِلالُ بِوجْهِهِ فَتساقَطَتْ |
شهباً على خَدَّيهِ كُلُّ الأَنْجُمِ |
قَدْ كُنْتُ بُحْتُ لَهُ بِأَسْرارِ الْهَوى |
مُنْذُ البِدايَةِ لِلْفِراقِ الأَقْتَمِ |
يا ليلُ دَمْعُكَ ذا عَليَّ فَكيفَ منْ |
يُرْمَى جِهاراً في الْحَريقِ الْمُضْرَمِ؟ |
ما هذهِ الدُّنيا ؟ ؟ فَإِنِّي لَمْ أَكُنْ |
فَعَّالَ ظُلمٍ في الْحياةِ فَأُظْلَمِ |
فَحَبيبَتي في الأَسْرِ أُحْكِمَ قَيْدُها |
تَرجوا الْنَّجاةَ بِقَلْبِها الْمُتَوَهِّمِ |
قَدْ أَثْقَلوها بِالْحِلِيِّ تَلُفُّها |
وَأَساوِرٍ أَدْمَتْ رَقيقَ الْمِعصَمِ |
أَودَعتُها قَلباً يُصاحِبُ قَلْبَها |
وَلَئِنْ تَأَلَّمَ ذاكَ ، ذا يَتَألَّمِ |
ما نَحنُ منْ خَلْقِ الْطَّبيعَةِ تَوأَمٌ |
أمَّا بِروحَيِّ الْغَرامِ كَتَوأَمِ |
سِيقَتْ بِثَوبِ الْعُرْسِ يَوْمَ زَفافِها |
مِثْلَ الْذي ساقَ الْزَّمان لِمَأتَمِ |
ما حَرَّكَتْهُمْ دَمْعَةٌ مِنْ عَينِها |
وَصَلَت لِحَبِّ الْقَلبِ دونَ تَكَلُّمِ |
وَيُلاحِقُ الدَّمْعُ الْمُهَطَّلُ بَعْضَهُ |
كَالْعِقْدِ مِنْ خَرَزِ الْحِجارَةِ مُحْكَمِ |
فَتَناوَلَ الْسِّكينُ رِقَّةَ رِحْمِها |
وَتَفَجَّرَتْ مِنهُ الْدِّماءُ ومِنْ دَمي |
فَتَقَطَّعتْ أَحلامُها في لَحظَةٍ |
مَا بَينَ مُقْتَسِمٍ لَها وَمُقَسِّمِ |
يَأْتيكَ بالنُّصْحِ الْمُفَصِّلِ عُهْرُهُم |
وَالسُّمُّ يَقْطُرُ منْ فَمٍ مُتَبَسِّمِ |
خُلِطَ الْحَلالُ بِعَيشِهِم بِحَرامِهِ |
حَتَّى اسْتَباحوا فِعْلَ كُلِّ مُحَرَّمِ |
هَل بَرَّأَتْهُمْ في وُجُوهِهِمُ الْلِّحى |
أَم لَفَّهُمْ بالطُّهْرِ زِيُّ الْمُسْلِمِ؟ |
لَنْ تُلْزِمَ الْهَيئَاتُ تَغْييرَ النُّهَى |
ما لَم يَكُنْ ما في الْصُّدورِ بِمُلْزِمِ |
أَو تَنْتَهي حِقَبُ الْجَريْمَةِ بَيْنَنا |
وَتُرى حَقائِقُها بِعينِ الْمُجْرِمِ |
عَلِمَتْ عَباءاتُ الْجَهالَةِ ما بِيا |
وَأَشَدُّهُ كانَ الذي لَمْ تَعلَمِ |
كَمْ جِئْتُهُمْ بالدَّمْعِ تَحتَ نِعالِهِمْ |
أبْكي بُكاءَ الصَّاغِرِ الْمُتَرَحِّمِ |
لا لَنْ أُسَلِّمَ لِلزَّمانِ قَضِيَّتي |
فَقَدِ انْتَهَيْتُ منَ اعْتِناقِ تَظَلُّمي |
ثَلِمَتْ سُيوفُ الْجَهلِ منْ ضَربي ولَن |
تَهدا سُيوفي اليومَ ما لََم تَثْلَمِ |
سَيكونُ شِعري غولَ حُلْمٍ بعدما |
وَأَدَتْهُ غيلانُ الْحقيقَةِ في فَمي |
ويكونُ كأساً عَبَّأَتْهُ قَريضَتي |
في كُلِّ حَرْفٍ مِنْ قُطارَةِ عَلْقَمِ |
إِني عَجِبتُ مِنَ الْحياةِ وَمن أتى |
فيها بِإِثمٍ كالذي لَمْ يَأثَمِ |