...
غداً سيزهرُ الحقلُ
حين تنفكّ عن براعم شوقي تلك القيود
التي أتلفتْ بصدئها بعض أغصانه الممتدّة حبّا !
وحين أعود سأكتب على وحشة الليلِ
قصائدَ تحملُ بعض جرحي
منحوتة في حاشيتها
نقوش حبّ قد علقتْ عنوةً
فوق أسفلت الوجع المضني !
لم يعد يهمني أن يقرأني القمرُ وأن تطرب لبكائي الشمسُ
بساتين الوحدة تُزهر وروداً أحاديّة الصوت
تغزل من عبيرها شرانق حريرية الملمس
مختبئة تحت طائلة
"الغد لا بدّ أن يكون ربيعاً"
ولا شيء يغلق في وجهها سنابل الأمل غير دفاتر منقوشة
بحروفٍ متكسرة ينتهي آخرها بِركامٍ من سموّ
حاضرٍ متفتّق
كشفقٍ يحاول الوصول إلى قلب الغيمة
وهي تحول بلونها الرماديّ
بينه وبين رغبته الجامحة لاحتضان سطح البحر !
لا عجب!
فالشرانق لا ترى بل تنتظرُ
أن تكتمل دورتها في النضوج
لتصبح فراشةً ذات يومٍ
تحط على ورودٍ لم تطأها يد البشر
في عالمٍ يحمل من السرّ رداءً مكتنِـزاً
يلبسه ليبهر عين الشمسِ وهي تتسلل
خلسةً في محاولةٍ للبحثِ عن مكمن الجمالِ
وحدها الفراشاتُ تنتمي الى ذلك الوطن!
ووحدها ورود البساتين تُلبسها عطراً
مخمليّ الدفق والحنان
هناك ينطوي سرّ التجاذبِ
ما بين العطرِ وزهر الأمل !!
لأكمل أنا دورتي
وألتحق بسربٍ لا ينتمي الى عالم البشر!!
ميم..