سلام الـلـه عليكم
الاخ الغالي الأديب والشاعر الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي
اتيت البحر , أشهد رحلة الشاعر البحار , فوجدته قد سبقني بخطوات , ووجدت نفسي اقف مع الواقفين على الشاطىء , اتابع هذا البحار الخارق , وهو يمتطى صهوة الموج , احاول ان ارى قسمات وجهه , ان أحس مشاعره , وهو ينشر اشرعة تغالب الريح , بل يكاد يعصف بالريح , بقامة تطاول الغيوم , كأنه اعصار , أو بحار اسطوري , يطارد نجما سماويا , يسعى جناحاه , بين خافق في الماء , وخافق في السماء . وطيور النورس تحوم سكارى , على انغام شدو الشاعر البحّار , وهو يغني لجنية البحر , حتى كاد بكلماته , ان يرسم قوس قزح , ثم تعلو الاغنية , ثم تحنو الكلمات , تذوب رقة وحنّوا , وأرى البحار وهو يتوّج رحلته , يلف بين يديه محارة تضم دانة غالية , يهمس بقوة :
|
قلبي محـارةُ شـوْقٍ فـي شواطئهـا |
منْ ذا سيلقُطُها منْ فيضِ أسْـراري؟ |
|
|
عندها فقط , عرفت لماذا كان هناك خطوات بيني وبين البحار , عندها فقط , عرفت لماذا هناك خطوات بين الشاعر البحار , وبين الواقفين على الشاطىء .
لقد ادهشتني ايها الشاعر , بهذه المقدرة على الحفاظ على ترابط البناء , والاغراق في الحالة , مستخدما المفردات , والعبارات والصور , ثم حركة النبض , لكي تكرّس الإغراق والغوص في الحالة , حتى احسست وكأني كنت معك , في هذه الرحلة الوجدانية الخرافية .
اخوكم
السمان