النرجس
في تلك البقاع البعيدة..
التقينا....
لا أعلم كيف بدأت قصتنا...
كان ذلك اليوم ممطراً
عندما وجدتك بمظلتك البيضاء..
تسيرين تحت المطر..
خطواتك كانت تتكلم عنك..
اشتد المطر..مظلتك تمردت عليك..
بسرعة احتميت بحافة سقف..
انتبهتِ...التفتِ..
وجدتيني أقف بجواركِ...
همستِ برقة لا متناهية
آسفة لم ألاحظك...
لا باس..قلتها لك
نظرتِ إلى وجهي خلسة...
انه يوم بارد...
قلت نعم..
وجهكِ تغير..
شعرتُ بأني جرحتكِ..
فقُلت إلى أين أنتِ ماضية..
تَفتحت أساوير وجهكِ..
قلتِ ذاك الفندق..حيث أعمل..
وأنت إلى أين...؟
إلى الفندق ذاته حيث أنزل..
وجدتُ ابتسامة خفية تجتاح شفتيكِ..
عندما يهدأ المطر نسير معا قلتيها..
شعرت برعشة تخترقني..لا بأس
وهدأ المطر..
سرنا معا..
وصلنا...........
قلتِ في أية غرفة تنزل..........
أعطيتكِ مبتغاكِ...........
كان الليل قد نشر تعاليمه..
تركنا بعضنا...
في ساعة متأخرة من الليل..
رن هاتفي............
هل لدَيك الوقت ..
نعم...
إذا اتيك أنا الآن...
نعم....
انتظرني....
نعم...
لحظات...نعم...
صوت الباب...شعور ما يجذبني..
أفتحه...وجهكَ مشرق جدا...
هل أدخل...
نعم....
هل تأتي وحدكَ ...
نعم...
هل لديكَ شيء أشربه...
نعم....
هل...
نعم...
ماذا ألا تعرف غير نعم...
نعم...لا....لا....
يمضي الوقت...
أجدكِ تقتربين...
هل أحضانكَ دافئة..
مثلما نبرات صوتك...
وتضعين رأسكِ على صدري
ألفكِ بذراعي..
تهمسين كم هي دافئة...حنونة...
كأني من ذهولي ..
نسيت الكلام...
أصابني الخرس.....
هل تحب الصمت دائما...
نعم....
دعني اغطيكَ..
فيداك باردة ..إنها ليست كأحضانك..
لفنا غطاء...و...
ما هذا الوشم على ذراعكِ..
إنها (نرجس)...
وما هي...
إنها أنا أسمي...
نعم وما هي...
وردة تنبت في أقاصي بلادي..
ألا تنتمين إلى هذي البلاد..؟
لا...أنا من بلاد النرجس
وأين هي هذه البلاد..؟
هناك في أقصى الشمال..
حيث الجبال..والأنهار..
العيون...والبساتين..
الثلوج والأمطار...
البراءة والحب...
ما لونها هل.. هي حمراء..؟
بلادي لا...بلى فدماء أبنائها ..
لا تتوقف سفكا..
لستُ أقصد..
النرجس..
لا...إنها تمزج الأبيض بالأصفر
فيولد منها عبق ينعش الروح
اصمت قليلا....
نعم اعرفها...بل شممت رائحتها
فانا يا نيرطز من تلك البلاد..
انقل بكلماتي هذه الذهول اليكِ..
فتلف يداكِ جسدي..
لتضمني ..
وتهمسين هل تشعر بالدفء
يا أبن بلاد النرجس...
نعم...
ويطوي الليل صفحتنا..
تقولين لا تدع نيرطز
تذبل...عد إليها...
نعم....!
6-4-2006