[/frame]
أحبار الزيف ،،، قلم ،، خالدة خليل ،، عبدالرحيم الحمصي
مضى الوقت أكثره، ولم يمض،،، مضى في حجرة زمن فارغ ،،، رغما عن أنه كائن و بصماته تحتسي دواخل اشيائي أ للا متناهية ،،، كانت تلاعب خصلات من شعري خلاله قيثار اللوم، والقلم العنيد، رفيقي الأوحد الذي يحكي وحده هذا الفراغ ،،، يتقافز فوق الورق، يخب هيجانا وتمردا معلنا عن إضراب غير مسبوق، احتجاجا على جفاف الأحبار الزائفة! احبار الزمن المنفلت من بين حقيقة مجرى تاريخ يكتبنا و نحن غير شاعرين بدقائق فرضياته الحالمة و المفزعة في الآن نفسه ،،
أملأ جعبته بعصير إرادتي القوية البعيدة عن فراغ هذا الزمن ،، أرى بعيني لعابه المجنون يسيل على أطراف شفتي العاضتين عليه بقوة و المتشبتتين بناصية المندلق من شآبيبه الموشكة على الرحيل و التيه ، ليس حنقا، بل هو إضرابنا المشترك إزاء الألم النازف في أروقة نصوص يغذى نبضها المخطب بالهزيمة المفترضة و المتقحمة قصد البحث عن ذواتنا فينا، بعد أن جمدت عوالم أخيلتنا شتاءات الحروب التي شاخت في رؤوسنا و كادت تكون عصب تواجد آناتنا الباحثة عنا في هذا الخضم البركاني الجارف لكل قواميس قناعاتنا المعاتبة لنا بسبب أو بدونه ،،،.
ليس أمام هذا التاريخ سوى الاتكاء على أخطائه المتتالية ، بعد أن فقد نفاذه في جوف المستقبل القريب حتى لا نقول البعيد لأن لبنات التغيير بدأت تتشكل ، وها نحن نقوده رأفة منا إلى مصب احتضاره الموشوم بحب الآخر ترتيبا للأشياء حتى تستقيم التباريح فوق خط الحان قيتارة المعقول و ليس أ للا معقول الممتهن أحيانا لمنطق المهادنة المنبطحة . نصبه هناك قبل أن يصطدم به حصان حداثة ما ،، جامح فيحيله إلى جثة أمسٍ تستهدفها أهواء الغد.
في الطرف الآخر يقف مهجنو النصوص خلف قضبان صاغتها أصابع اتهام مراوغ بحبر الأصباغ الرمادية الهجينة وفق ما رآه المنجمون وعلقوا لأجله شعاراتهم الأحادية، وهم يدركون أن ليس للعمداء ذوي الرتب غير نفخ قلنسوات آدابهم الإقطاعية المطبوعة بنياشين الخسة المراوغة و الأهداف المطحلبة الدواخل و الخوارج ،،، الحبر العربي حفر لجنانه أروع و أرقى النفحات التي ستبقى عيونا ترى الجفاف سرابا و ترى الخضرة أفنانا . هم كما قال المنجمون وصدقهم ذوو أنوف معقوفة وشعور بيض وأصابع فقدت فرص عزفها على قيثار صادق يداعب بأوتاره غيابا مفترضا و احتضارا ،،، أوتارا تستمد عزفها من وجود إلهام يزرع حرقة الروح المشتاقة لوجودية هذه الذات ،،، يحتسون حساء ندم، ويتحسرون على شاعر لما يزل يبكي عنزته الراقدة تحت أنقاض زمن مهجور، أو بحثا عن أطلال حبيبة، عانس قد تجد لنفسها نزلا في أشعاره المحرمة الباعثة على أن مجرى الماء لا تحده حدود . كان دائما صوتا يصرخ: صب يا صمت تمردا بين الكلمات البكماء في زمن القول المباح الذي نسي وجهه في مرسى ، سافرت بحارها لتتركه يرشف قهوة الإنتظار،،، وازفر يا ندم دمعة عصية على الجفاف المتقحم في ذواتنا الرافضة لألوان سبحة العد العكسي،،،،. كلانا سيحاول تسلق جدار أمنيات شاهق، قد اسقط، وقد تسقط كتلك السنوات التي انتحرت أو ضيعتها أوحال انتظار واهم وموهوم، ننهض، نسقط ،ننهض... إرادة نمل تشتغل على محصول يوم أغبر لا أول و لا آخر له ، لا كما يقال سقوط تائه نحو تضاريس حياة مختلفة، أو نحو انحناءات عرتها دموع ثكالى ويتامى وجياع ومرضى ومفقودين في غياهب حروب ابتدعتها يد المنون المفبركة بمجترمي إقصاء الآخر ، وثمة من يرى الأمر كله محض قفز فوق موانع ضياع مغلف بموارد لم نحسن تقنينها لأن حبر الخطوط العريضة يسكنه الليل .
سألته: _ هل يمكن لإرادتي أن تشيخ أو أن يصيبها صمم و عجز؟ واتفقنا معا على أن احتياطيا من وقود الإرادة لما يزل مدفونا، لم تكتشفه مجسات البحث عن شرارة أولى.
جوابه كان صادما لسؤال توجس على خلفية امتحان الذات ،،،
_ ضباب الليل وحده يحجب الموانع و يشل الإرادات و يزيد من به صمم ،، يوسع دائرة العاجز،،،، و لأن بطبعه الرفض ،،،، والرافض لمستمرئ الغباء المحتفظ بالنسيان المؤثث لحبر مزيف ، يحبو على قضيب وهمي لا محطة له ،،،مشهده المستقبلي خط لسكته الواقعية هدفها القريب غير المعلن، بركان أمواج عاتية معانقة لمحو الأحبار المائية ،،،،
لكنها استدركت ما خبرها به طير الوروار،،،
_ مازلت ذاك النياندرتال تحك حجرا بحجر لتوقد فتيل الإرادة بضوء ونار،،، وما زلنا نرى معا كيف يحترق ضياع المسافة بيننا بين وجودنا، ومع ذلك أمضي معك لأخمد ظلمة جوع الليل البارد وعطش المسافة الفارغة بيننا.
فجأة تفحمت خلايا الصبر بشعاع القيلولة هذه، وتفحم بعدها وجه الحقيقة الذي ألفناه أبيض، وفز سؤال أرقه البحث عن إجابات فخارية، قد تسحبنا نحو المركز بقوة وهم الحضارة المغناطيسية، وظل السؤال يتيما، متبوعا بغربان استفهام وخفافيش تعجب متكررة ينقر جمجمتنا، ويبقينا نصين مفتوحين على التأويل