|
الأسـد والقـرد |
قــردٌ أذلَّ بـروثـهِ أنـفَ الأَسَــدْ |
يختـالُ فـوقَ دمشـقَ لايخشـى بِهَا |
صوتَ الفـهـودِ ولا زئيراً مِـنْ أَسَـدْ |
قـردٌ أذلَّ الصــامـدونَ قَـذَالَــهُ |
واللـهُ ينصـرُ بالمـلائـِك منْ صَمَـدْ |
في القـدسِ فـي حيفَـا يُمَـرَّغُ أنْفُـه ُ |
ويطـالـهُ الـرعبُ المزلزلُ في صَـفَـدْ |
أعيـاهُ صفـعُ الثـائـرينَ علىالقفَـا |
وأخـافَـهُ زِنْـدُ الأبِّــي المُسْـتَـعِـدْ |
فمضَـى يتيه على الضِّعَـافِ مُعَرْبِـداً |
يؤذِي النِّـيَـامَ الآمنـيـنَ ويَجْـتَـهِـدْ |
بشـارُ أبْشِـرْ بالصَّغَـارِ فَقَـدْ بَـدَتْ |
سُحُـبُ المذلـةِ فـي سَمَـائِكَ تَسْـتَبـِدْ |
إنْ يصفـعِ الصهيونُ وجهَكَ فاعترضْ |
كـفَّ الغـزاةِ مَـواجهـاً كـفَّـا بِـخَـدْ |
وانظـرْ يجـئْكَ الـذلُّ يحملُـهُ الأَسَى |
والعـارُ تَحْمِلُـهُ السـلامـةُ فاسْـتَعِـدْ |
عـارٌ علـى بَلَـدٍ كـأنَّ جـيـوشَـهُ |
يـومَ الكـريهـةِ مـيـتـةٌ لا تَحْتَشِـدْ |
عـارٌ علـى جـيشٍ يظـلُّ سـلاحُـهُ |
عـندَ المعـامـعِ صـامـتـاً لايَتَّـقِـدْ |
أرضٌ أتَـى القَسَّـامُ مِـنْ أحضَـانِهَـا |
يرمِي العـدوَّ بعصفِـهِ الحَـامِي الأَشَـدْ |
كـيفَ ارتضـتْ ظلـمَ العُـداةِ وأهلُهَـا |
وكـأنَّ فـي أعنـاقِـهَـمْ حَـبْلَ المَسَـدْ |
أيُذَلُّ جـارٌ للمـلـوكِ وفـي حِـمَـى |
مَلِكٍ تَسَـمَّـى فِـي العُـرُوبَـةِ بالأَسَـدْ |
بئسَ الزعـامـةُ إذْ يُضَـامُ جِـوَارُهُمْ |
ويكـونُ تحـتَ لـوائِـهِمْ ظِـلُّ النَـكَـدْ |
يستأسـدونَ علـى ضِعَـافِ شُعُـوبِهِمْ |
لا يـرحـمـونَ ببطشِـهِمْ مِنْـهُمْ أَحَـدْ |
أمَّـا إذا دارتْ بهـمْ قُطْـبُ الـرَّحَـى |
داروا كـمَا دارَ البـعـيـرُ علـى وَتَـدْ |
يـتـأوهـونَ ويـجـأرونَ كـأنَّـهَمْ |
حُبْلـى تُعَانِـي فـي المَخَاضِ مِنَ الوَلَـدْ |
أيـنَ النيـاشِـينُ التـي قـدْ زَيَّنـَتْ |
صـدرَ الـزعـيـمِ اليعـربِيِّ المُسـْتَبِدْ |
أينَ الجـيـوشُ وقـدْ تبَدَّدَ شـملُهَـا |
أيـنَ الـمَدَافِـعُ والمـصـانـعُ والعُـدَدْ |
مـاردَّ عـنْ قَـصْـفِ الغُـزَاةِ مُمَـلّكٌ |
أبـداً ولاحَـفِـظَ الكـرامـةَ مُـرْتَـعِـدْ |
إلا الكـتائبُ لـمْ تنـمْ عـنْ وِتْـرِهَـا |
أينـامُ قـسَّـامُ الجحـافـلِ عَـنْ قَـوَدْ؟ |
صـبتْ علـى المحتلِ أشـواظَ اللظَـى |
ورمَـتْـهُ بالجَـمْـرِ العظـيمِ المُـتّقِـدْ |
لا تسـتريـحُ إذا اليـهـودُ تجـبَّـرُوا |
فـي أرضِـنَـا وتَنَـمَّـرُوا حتَّـى تَـرُدْ |
تَرْمـي عُتَـاةَ الظـالـمينَ بظلـمـهمْ |
وتذيـقُـهُمْ بـأسـاً وإنْ عـادُوا تَـعُـدْ |
ضـربـاتُـهَـا الإعصـارُ حينَ تَكَلَّمَتْ |
ألغـامُهَـا تـأتِـي العـدوَّ بمَـا تَـعِـدْ |
فيـذوق ألـوانَ الـعـذابِ بعصـفِهَـا |
ويعضـهُ الهـولُ الـرهـيـبُ فيبْتَـعِـدْ |
مِـنْ فِتْيَـةٍ مـلأَ اليقـيـنُ صـدورَهُمْ |
وهبُـوا النفـوسَ لـربِّهَا الفـردِ الصَّمدْ |
عشقُـوا الشهـادةَ يرتَجُـونَ نعيمَهَـا |
حتَّـى يَنَـالَ شـهـيدُهَـا عـزَّ الأَبَـدْ |
يطـأ الذُّرا يـومَ الشـهـادةِ شـبْلُهَـا |
ويـفـوزُ بـالــوِرْدِ الــزُّلالِ إذا وَرَدْ |
يسمـو بروحِ العـاشـقينَ مُسَـبِّحـًا |
ويعـانقُ الـشـمَّ الطِـوَالَ إذا سَـجَـدْ |
للـهِ درُّ كـتـائـبٍ تحمـِي الحِمَـى |
وتـذلُّ بـالـقَـسَّـامِ أنـفَ المُسْـتَبِـدْ |
فإذا العـواصـفُ زمجـرتْ في غفلةٍ |
فكـتـائـبُ القـسَّـامِ أثبتُ مِـنْ أُحُـدْ |
لايَرْهَبُـونَ الجيـشَ رغـمَ عَـتَـادِهِ |
وجحـافـلَ المحـتـلِّ مِـنْ ذَاتِ العَـدَدْ |
طَـرَقَ العـدوُّ ديـارَ سُـورِيّـَا فَلَـمْ |
يَنْهَـضْ لـردعِ حُثَـالَـةِ الـدُّنْيَـا أَحَـدْ |
إلا الـكـتـائـبُ إذْ تَـسَـارَعَ رَدُّهَـا |
بقـذائـفٍ تَهْـوِي كَـزَخَّـاتِ الـبَـرَدْ |
يشْـوِي اليهـودَ جحـيمُـهَا ولعلَّهَـا |
تُحْيِـيِ الكـرامةَ في ضـميـرٍ قدْ فَسَـدْ |
تحكِـي عـزيمـةَ فتيـةٍ لـمْ يَهْـدَأُوا |
حتَّـى أذاقُـوا الكُـفْـرَ ألـوانَ الكَـمَـدْ |
بحجـارةِ الأطـفـالِ بالقَـسَّـامِ بالْـ |
ـبَتَّـارِ بالـبـنَّـا وقـنبلـةِ الجَـسَـدْ |
تحْكِـي لأجـيالِ العـروبـةِ قِـصَّـةً |
للعـزِّ يَنْقُـشُ حَـرْفَهَـا جـيـلٌ رَشَـدْ |
طـوبى لمنْ حـمـلَ السـلاحَ مُلَبِّيـًا |
والخـزيُ يَعْصِـبُ مـنْ عنِ الجُلَّـى قَعَدْ |
ســتـظـلُّ رايـاتُ الأُبـَاةِ أبـيـةً |
في القُـدْسِ تَخْفِقُ بالهُـدَى طُـولَ الأَمَدْ |
وسـيعلمُ القـردُ البغيضُ وَمَنْ طَغَـى |
أنَّ الحمـاسَ عَـرِينَـةُ الشـيـخِ الأَسَـدْ |