سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضل الأديب الشربيني خطاب
" اسواق النور "
عندما قرأت العنوان , احسست بنوع من الفضول لاقرأ القصة , ووجدتني امام سرد استخدم لغة عفوية , وإن كان فيها الكثير من الشاعرية , وخاصة في رسم مشهد بطلة القصة " نبوية " وهي تنظر عبر الفرجة في غرفة نومها , تبعثر النجوم , وهي تبحث عن القمر , ثم تحسست فراشها البارد , وكومة لحم , اولادها وأم زوجها , ثم تبدأ حالة من الهواجس والافكار المشتتة , تستغرق ثلثي الليل , ثم يبدأ سرد خاص برسم لوحة , للمرأة الأرملة في الريف , يتخلله بث لبعض العادات والتقاليد , مع تضمين المعاناة , بشكل غير مباشر , ويستمر بناء النص , بالشكل المشوّق , مارا بلوحات مختلفة , منها لوحة بائعة الخضار المتجولة , ثم يفاجئنا النص , بأن " نبوية " كانت تجلس لتبيع الخضار , ودون أن تدري , في المقبرة , ثم تأتي القفلة , بشكل لافت جدا , بمرور الشيخ صاحب النور .
لقد نجح القاص الى حد كبير , في توظيف عملية البحث عن القمر , في ابراز شوق المرأة الأرملة المخلصة , لزوجها المتوفى , ثم يؤكد هذا البعد , من خلال تحسس " نبوية " لفراشها البارد , ثم الأرق والهواجس التي استهلكت معظم ليلها , ثم يتغيّر المشهد , لتكون هناك توظيفات اخرى , لاتقل اهمية , ثم نعود لنجد أن " نبوية " , بشكل غير شعوري , قد دخلت المقبرة , في حركة قصد منها القاص , استمرار الشوق لقمرها , لزوجها المتوفى , ويمعن القاص في التأكيد على العلاقة الروحانية , والحب الغامر الصادق , في قلب نبوية لزوجها المتوفى , عندما نراها , تغادر المقبرة و وقد تركت سلة الخضار , ثم لتقول للشيخ الموقر , خذها نورا وايمانا على روح زوجها :
"أسندت ظهرها إلي بقايا جدار متهدم ، تلتمس قسطاً من الراحة ثم تواصل النداء علي بضاعتها ، انسابت دموعها فيضان ، فلا باعت بضاعتها ولا أحد معها يؤنس وحدتها في السكون الموحش ، بينما كانت تكابد همومها وإذا بشيخ وقور ، يشع من وجهه نور ضياء ، القي عليها السلام ثم استعاذ بالله وقرأ بعضاً من آيات كتاب الرحمة والنور ، بعد أن ختم بالدعاء سألها
: الميت قريبك ؟
: زوجي ، ثم هبت منصرفة علي عجل دون أن تعقب
ناداها الشيخ ملهوفاً : لقد تركتي سلة بضاعتك يا ابنتي
قالت دون أن تلتفت : خذها يا مولانا رحمة ونور "
والقصة كتبت بحرفية واضحة , وأدوات أديب متمكن , يقدم رسالة .
اخوكم
السمان