أيتها المتسربة في جسدي كتسرّب القطرات في جوف المزاريت شتاءاً
متى تمطرين حبّاً وشتاء؟
وأنا المأهول بغمية عشقك..
كلّ التضاريس التي شهدت قلقي تهرول مفجوعةً
وأنتِ حكاية مكانٍ لا يزهرُ
ولا يستقبل بذور العشق
فإلى أيّ حدٍ ستتحملين هبوبي؟
متى تستوعيبن أنّ الأرض تدورُ بسرعة أكبرَ حين أحبّك
وأنّ الشتاء يصبحُ أدفى
وأني أحبّكِ بكلّ حماقاتي واضطراباتي النفسيّة ،
تسأليني أين أعيش؟
أنا في مدينةٍ هجرت طواحينها
واستوطنت على أكوامٍ من الألمنيوم
وغادرت أنوثتها ،
وعلّقت جثامين جمع الشعراءِ
على أبوابها
ووئدت الطفولة
....لأنها لا تحب اللعب ،
أنا في زمانٍ أغبر لا يعرفُ الرحمة ،
ولا يفهمُ الشعرَ
ولا يدري كيف يغازل امرأة في الثانية والعشرينْ
أنا في مكان قاحلٍ
وأرضٍ عقيمةٍ عن إنجاب خاطرة
كم عمري ؟
لي من العمرِ خمسة وعشرون خريفاً
الخريف أكلني سيدَتي
حتى بدأت أحسبُ العمرَ بالخريف
وأبدأ عاميَ الدراسيّ بالخريف
وأقرأ الجرائد التي تصدر بالخريف
يا له من فصلٍ متعددِ المواهبْ
حياتي ؟
أغنيةٌ نسيت ألحانها
سفينةٌ لا شاطئ ينتظرها
حديقة ريحانٍ تحوّلت إلى شارعٍ مزدوج
بقعة ضوءٍ في رحم الشمسِ
والليل طويـــلٌ
وشَعركِ أطولْ
وحروفي لا تفهمُ الإستفاقة ،
أنا لا أفهم الأزدواجيّة في الحب
ولا أفهم معنى أن أحبّكِ
وأحبّ الشعرَ
وأحبّ الوطن
فكلّكم واحدْ
وأنا أحبكم
....