|
ألا يُنبئك هَمْي ما بـحالي |
فتعلن أيها الشعـر انفعالي |
وتكتبه أساطيراً ستتلى |
على مر العصور على التوالي |
لعلي إن يفض همي بحرفٍ |
يكن لصداهُ تنفيسٌ لحالي |
وليس سواك يتقن نبض قلبي |
يصيرهُ حروفاً من خيالي |
يرتبهُ على الآهاتِ حرفٌ |
بآهٍ كم تنثر من رحالي |
بآهٍ يُسمع الدنيا وشجوٍ |
إذا أطلقته تصحو الليالي |
وإني لو تركت القلب يشكو |
بما فيه لحان إذاً زوالي |
و مات القلب من كمدٍ وهمٍ |
ففيه الموجُ أصبح كالجبالِ |
فقم يا شعر خفف عن فؤادي |
فأنت على الحقيقة ،لا تبالي |
وإني قد عقدتُ لواء عزمٍ |
على نصر المجاهدِ والموالي |
وليس معي سوى الأشعار تُهدى |
إليهم ، سقتها نبعُ المعالي |
وأبدأ بالصلاةِ على المُزكى |
وأرفع بالتضرع ابتهالي |
إلى المولى أبثُ بنبض قلبٍ |
جريحٍ ،كل إحساسٍ ببالي |
ليرحم أمة المعصوم مما |
أحل بها ويصلح كل بالِ |
و يغفر كل ذنبٍ كان فيها |
فترجعُ من جديدٍ للأعالي |
وينجو من لظى الكفار أهلٌ |
لنا ذاقوا الوبال على الوبالِ |
فقل يا شعر قل ما شئت نغِّم |
على وترٍ تدفق بانفعالي |
ألا يكفيك أني في رحيلٍ |
عن الغزل المرقق للدلالِ؟ |
وإني في عزوفٍ عن حياةٍ |
بها العشاق أوفى في الوصالِ |
وإنك ما وقفت تؤز قلباً |
فلا ليلى تهمك أو ليالي |
ولا تحلو لك الأشعار إلا |
على وهج المعارك والقتالِ |
ولا يجري بنبضك عشق قلبٍ |
ولا يسري بذكرك ذكرُ غالي |
و إنك لو ستغفل عن جهادٍ |
فمالك يا قصيدُ إذاً ومالي |
تعــاندني إذا أحتـاج يومـاً |
وتشغلني متى حل انشغالي |
كأنك لم تكن إحساس نفسٍ |
وبوحاً من مرارة ما بحالي |
وأحياناً أراك هنا كطيفٍ |
نُسختُ بما يجودُ بهِ سجالي |
كأنك واقعٌ ليس افتراضٌ |
وحقٌ يعتريني من خيالي |
لقد رُوضتُ بالإحساس لما |
تمكن من فؤادي ما ببالي |
وبتُ بحالةٍ يرثي لحالي |
عدوي ،إذ أموت بلا قتال |
فبي ألمُ المماتُ لموت غيري |
وأشعر بالمرارةِ في انفعالي |
وأحزنُ من أقاصيصٍ وغدرٍ |
يقوم بها الموَكلُ بالأهالي |
يكشرُ عن مخالبه وأولى |
بهِ أن يستجيب لذي الجلال |
وأُرجمُ بالسلاح إذا يراني |
خيالي مجرماً فيسوء حالي |
يقول عجزت عن نصرٍ بنفسٍ |
أتعجز عن جهادٍ بالمقال؟ |
أتعجز أن ستكشف أهل زيفٍ |
وقُبحاً قد تستر بالجمالِ |
و لستَ كحاملِ الأسفارِ لكن |
كشيطانٍ ، لعلمك بالمآلِ |
فَكُنْ قربي نصوغ المر صوغاً |
وسِرْ قربي على الدربِ المُحالِ |
و قل إن يصمت الشعراء يوماً |
مقالاً شع كالشهب الثقالِ |
ودع فكري بفكرك لا تُهيجْ |
عليَّ ولن أردك عن مقالي |
وزد أعداء ربك من قصيدٍ |
برميٍ كالقنابل والنبالِ |
تَخّيَّرْ ما أردت فذي بلادي |
ممزقةٍ وتحكمُ بالرئالِ |
تَخّيَّرْ لستُ أفرح باختيارٍ |
فإن الذل نَوْعَ في المجال |
بكابل أو ببغدادٍ وقدسٍ |
وفي لبنان أبواقُ القتالِ |
بلادَ الرافدين ألا سلاماً |
أتى من مهجة القلب الموالي |
غدا حباً عظيماً في فؤادِ |
رعاكِ الله يا رمز النضالِ |
أتى زمنٌ يذل بهِ كريمٌ |
على فتنٍ كأحجام الجبالِ |
أتى زمنٌ تَبُوْلُ كلابُ روما |
على أُسْدِ الوغى نُجْمُ الليالي |
تعيث بمجد امتنا بعهدٍ |
بهِ رفعوا الخلافة للأعالي |
وتنفث في ربى الأمجاد حقداً |
ورأسُ العزِ عُلِقَ بالحبالِ |
أتى زمنٌ رأيتُ الدين رسماً |
يغير أصلهُ أهلُ الجدالِ |
كثيرٌ من رويبضةٍ بقومٍ |
لهم يسقونهم كأس الخبالِ |
فيتبعهم كثيرٌ في انخداعٍ |
ويبقى في القلوبِ على الضلالِ |
أتى زمنٌ يراد به لخيرٍ |
بأن يمضي سريعاً للزوالِ |
فكل مرحب بالخير يمضي |
لشرٍ واقتتالٍ واعتقالِ |
وكل مرحبٍ للشر يلقى |
حياةً في نعيمٍ وامتثالِ |
هي الأخلاق إن تُركت بقومٍ |
فليس تطيبُ عندهمُ المعالي |
ويصبح همهم في كل يومٍ |
مزيداً من فسادٍ وانحلالِ |
لذاك بكل أرض الله يشقى |
على الدين القويمِ بنو الهلالِ |
يعاديهم على التوحيد قومٌ |
-وإن زعموا التدين- في ضلال |
وإن لبسوا لباس الدين يبقى |
أساس الدين نوراً في انفعالِ |
يقولون الذي يعطيك بوحاً |
من الأمن المسجى بالوبالِ |
فتأمن شرهم فيجيء شرٌ |
كأسوأ ما ظننت من الليالي |
ألم تسمع أنيناً من فراتٍ |
وقد ملأوه من جثث الرجال؟ |
ويقتلُ بالهويةِ من سيمضي |
على درب النبوةِ في امتثالِ |
ليُمحى دربهُ فيكون درباً |
كما رسموا له تحت الرمالِ |
لهم فِرقٌ لأجل الموتِ تمضي |
لترهب أو لتقتل لا تبالي |
كساها كاسي الإجرام ثوباً |
ومهد دربها نحو الأهالي |
فتبطش ثم تجعل من سيبقى |
يشد العزم سعياً لارتحالِ |
حكومتهم تنفذ قول كسرى |
وأولى أن تؤول إلى الزوالِ |
هو الإرهاب ديدنهم جميعاً |
وبيت الغاب يحكمُ بالقتالِ |
وفيهم من تظن يضم عقلاً |
لكثرة ما غدا في القوم عالِ |
فإن فتشت في مكنون عقلٍ |
تراهُ على البلادة والخبالِ |
ويفصح قوله خبثاً لديهِ |
و يجمع فيهِ من سوء الفعالِ |
ويجمع حولهُ بالدين قوماً |
تسير بأمرهِ رغم التعالي |
تقول له ألا لبيك أمراً |
فأنت كما خُلقتَ على الكمالِ |
يهدد بالثبور لقوم عزٍ |
رجالٌ في السلام وفي القتالِ |
يهدد ما عسى سيقول لما |
يُشيعُ للقبور بذا النعالِ |
ستحفر قبره وحشُ البراري |
تعفُ ، فمثلهُ نَجِسُ الخِلالِ |
يقول وليس يفعل مثل قولٍ |
ويكذب (أنه الرجل المثالي) |
همُ الأذنابُ نعرفهم جميعاً |
ولكن نتَّقي شر الفِعالِ |
وأيُ ضرورةٍ فُرضت علينا |
نقوم لها بأفضلِ ما نُوالي |
فإن ولاءنا لله حبلٌ |
نسوق بهِ الجميع إلى الوصالِ |
وإن رسوخهُ فينا عظيمٌ |
رسوخ الشاهقاتُ من الجبال |
عدوك إن قطعت له ذراعاً |
وفيه عليك ألفٌ بالمثالِ |
يعود وقد تهيأ من جديدٍ |
فحاذر حين ذاك من النصال |
ولكن فاضرب الهامات ضرباً |
يدك ذرا الجبابرة الثقال |
فما الأذناب إلا في رحيلٍ |
إذا الهامات كانت في ارتحال. |
وأهدي للمجاهد من سلامي |
جميل الوصل سعياً للمعالي |
ألا طوبى لكم والله طوبى |
فإن يقينكم خيرُ المثالِ |
نصرتم دينكم في كل حينٍ |
ولم يثنيكمُ سوء الفعال |
ولست تعود حراً بالتمني |
ولكن بالجهاد وبالقتالِ |
فزيدوا النار يا إخوان زيدوا |
على الأعداء ضرباً بالطوالِ |
يفرُ الاحتلال أمام صبر |
مع الأيام يُقتلُ بالهزالِ |
وتسقط كل أعذارُ البغايا |
على باب الطهارةِ والجمالِ |
فليس هنا سوى نصر عظيمٌ |
وما فينا لنصر الدين قالِ |
سلامي أيها القناص أوفى |
لقد أهديتنا كأس النوالِ |
لقد أسقيت أمتنا شراباً |
هنيئاً قد تلذذ بالحلالِ |
وكم أسقيت أعدائي جميعاً |
كؤوساً من حميمٍ بالوصالِ |
لقد سموك جوبا ،ليس فرقٌ |
صنيعك فيهمُ ضربُ الكمالِ |
قديماً كنت أعجب كيف يغدو |
المقاتل مثل ألفٍ في النزالِ |
أراك هنا أجبت بكل فخرٍ |
وبينت المراد من السؤالِ |
وكنت كمثل جيشٍ حين جدٍ |
وترحل ،والعدو على النبالِ |
رعاك الله من أسدٍ هصورٍ |
وزادك في الجراءة والنضالِ |
ومدك بالبصيرة كل حينٍ |
وسدد ما رميت على النوالِ |
ألا يا شيخنا الضاري سلاماً |
سلاماً يا عظيماً في الخِلالِ |
سلاماً يا خليفة آل أحمد |
سلاماً يا إماماً للرجالِ |
أميرُ المؤمنين أراك حيناً |
وسيف الله سُل على الضلالِ |
وشيخٌ ليس يرهبه عدوٌ |
و لا صوتٌ كنبحٍ في تعالِ |
و لا فعل الخساسة قد تُبَدِّلْ |
طريقاً سرت فيه إلى الكمالِ |
فإنك في مسيرك قُم بعزمٍ |
تصبر وامضي دربك لا تبالي |
كفاني يا قصيد هنا كفاني |
فما عندي كثيرٌ هزَّ حالي |
وليس تهمك الدنيا بشيءٍ |
فعند الله غاية ما ببالي |
وصبراً في رضى الرحمن صبرا |
لعل الله يصلح من خصالي |
فترجع كفة الميزان عدلاً |
وقد صلح الجنوب مع الشمالِ |
وقد ذُبح اليهود مع النصارى |
ودُس المشركين بذي الرمالِ |
فلا جاسوس أو سلطان غدرٍ |
ولا ذنباً سيعبثُ في رحالي |
يُتِمُ الله ما قد قال حقاً |
وينصر دينهُ بيد الرجالِ |
ونرحل نحوه في خير حالٍ |
وقد رضي الإله عن الفعالِ |
وحينئذٍ أقول وقد نجونا |
ألا يكفيك للهِ ارتحالي |
فزد يا شعر نوراً في ظلامٍ |
وزد يا شعر وعياً في الأهالي |