|
نـزف الجـراح |
أرضُ البطـولـةِ بالأحــزانِ تَتَّشِـحُ |
وجذوةُ الغيـضِ في الأحشـاءِ مُـوقَدَةٌ |
وجمـرةُ البغـضِ بالأشـواظِ تَنْقـَدِحُ |
بالأمـسِ صُبَّتْ على جينينَ صـاعقـةٌ |
واليـومَ تَشْقَـى بـزلـزال العِدَا رَفَـحُ |
أمسى الخـرابُ على أطـلالِـهَا شَبَحاً |
لمَّـا تَجبَّـرَ فـي أحيـائِهَـا الـوَقِـحُ |
أبكـي المخـيـمَ إذْ طـافتْ بـهِ ظُلَلٌ |
مِـنَ العـذابِ بليــلٍ مـالـهُ وَضَـحُ |
لهفـي عليكِ ديـارَ العـزِّ قـدْ عَصَفَتْ |
بـكِ المــذابــحُ والآلامُ والقُــرَحُ |
مذْ خَيَّمَ الحُـزْنُ فـوقَ القدسِ وَدَّعَهَـا |
صَفْـوُ الحيـاةِ وغـابَ البِشْرُ والفَرَحُ |
في كـلِّ يـومٍ سـيولُ الدمـعِ دافقـةٌ |
دمـاً يفـيـضُ وبـابُ الشـرِّ مُنْفَتِـحُ |
والمسلمـونَ نيـامٌ فـي مسـاكـنِهِمْ |
وكـلُّ وغْـدٍ مِـنَ الحُكَّـامِ مُنْبَـطِـحُ |
هذا يقَبّـِلُ ذيـلَ القِـرْدِ فِـي شَـغَـفٍ |
وللمـذلـةِ كـمْ سـارتْ بِـهِ المِـنَـحُ |
وذاكَ يَمْـرَحُ فـي لهـوٍ وفِـي عَـبَثٍ |
والعـودُ عُـدَّتُـهُ والـزِّقُّ والـقَـدَحُ |
لايهـجـعُ الليـلَ إلاَّ فـي أواخِــرِهِ |
لهـواً وبـالخَمْـرِ والأثـامِ يَصْطَبِـحُ |
وذا وضيـعٌ شحيـحُ الطبـعِ ذو صَلَفٍ |
لاينفـقُ المـالَ إلا حـيـنَ يُمْـتَـدَحُ |
وَيْـلَ الملـوكِ هلِ الكُـرْسِيِّ أقعـدهمْ |
أمْ للمـنيـةِ فـي أذهـانِـهمْ شَـبَـحُ |
يامـنْ أقمتمْ علـى التـزييفِ باطلَـكُمْ |
إنَّ السـرائـرَ يـومَ الـروعِ تُفْتَضَـحُ |
هـذي أناملُـكـُمْ بـالغـدرِ شـاهـدةٌ |
وكـمْ مـريبٍ لـدفـعِ العـارِ يَنْتَضَـحُ |
أينَ العـروبـةُ والإسـلامُ أمْ خَمَـدَتْ |
نـارُ الحمـيَّـةِ والأوطـانُ تُكْـتَسَـحُ |
يلْـقَـى المخـيـمُ آلامـاً مُـبَـرِّحَـةً |
وأهلُـهُ رَغْـمَ نَـزْفِ الجُـرْحِ مَابَرِحُوا |
كـمْ فـي المخيمِ مِـنْ دورٍ غَدَتْ كُـتَلاً |
وكـمْ رجـالٍ علَى الأنْصَـابِ قَدْ ذُبِحُوا |
وكـمْ شـهدْنَا مـدى التاريـخِ مذبحـةً |
وكـمْ أُقِيـمَ عَلَـى أفـراحِنَـا التَّـرَحُ |
الفجـرُ أَمْسَـى بظلِّ الحُـزْنِ مُتَّشِحـاً |
قـدْ أثقلَتْـهُ بـألـوانِ الأَسـى الجُنَـحُ |
والأرضُ مـنْ دمِنَـا فِي لجـةٍ غَرِقَتْ |
والناسُ فِـي بِرْكَـةِ الآلامِ قَدْ سَبحُـوا |
فمـنْ يَرُدُّ سِـهَـامَ الغَـدْرِ عَـنْ رَفَحٍ |
ومَـنْ يُزَالُ بِـهِ عَـنْ أَرْضِنَـا النَّـزَحُ |
إلا سـيـوفُـكَ يـاقسَّـامُ مُشْـرَعَـةٌ |
للـردعِ يَشْقَـى بها المُسْتَكْـبِرُ الـوَقِحُ |
كـتائبُ العـزِّ ياشـارونُ إنْ غَضِـبَتْ |
ألفيتَ حـيفَـا بنـارِ البـطشِ تَنْقَـدِحُ |
تشفِـي غليلَ بنِـي الإسـلامِ قـاطبـةً |
وتجعـلُ الصـدْرَ بالـزلـزال يَنْشَـرِحُ |
أسْـدٌ إذا ضِـيمَ شِـبْلٌ مِنْهُمُ انْتَصَـرُوا |
وللسـيـوفِ إذا مـا كُلِّمُـوا جَنَحُـوا |
باعُـوا الإلـهَ نفـوساً بالهُـدَى ثَقُلَتْ |
نعـمَ النفـوسُ ونِعْمَ الفـوزُ ما رَبِحُوا |
الـروحُ تَسْمُـو إلى الجنّاتِ في شَغَفٍ |
والجسـمُ مُلْقىً على الغَبْـرَاءِ مُنْطَـرِحُ |
هذا يُهَـالُ عليهِ التّـرْبُ فِـي حَـزَنٍ |
وقــدْ أَوَاهُ مُقَــامٌ ضَـيِّـقٌ نُــزُحُ |
وتلكَ تَسْمُـو إلى العَلْيَـاءِ باسِـمَـةً |
لهـا الجـنـائِـنُ والأبـوابُ تَنْفَـتِـحُ |
هذا إلى الضـيقِ يأوي فِي سَـكِـينتِهِ |
قـدْ أثقلتْـهُ نيـوبُ الـدهـرِ والقُـرَحُ |
وتلكَ تمْـرَحُ فـي الفـردوسِ راتعـةً |
وفي النعيـمِ لهـا مِـنْ ربِّهَـا فُسَـحُ |
يقسـو العـدوُّ ليـؤذِينَـا بسطـوتِـهِ |
ويجـعـلُ الهـامَ بالأسـيافِ تُمْتَسَـحُ |
ومـا تَعَـلّـَمَ أنَّ المـوتَ أمـنـيـةٌ |
للعاشـقـينَ وفـيـهِ الفوزُ والفَـرَحُ |
والنـارُ إن لفحتْ وجـهَ الشـهيدِ لظىً |
فقد تَجَلَّـى على أشـواظِهَا الـوَضَـحُ |