|
مِــنْ رَجْــفَةِ الــشَّوقِ فِــي الأَجْفَانِ لَمْ أَنَمِ |
أُقَــلِّــبُ الــطَّــرْفَ بَــينَ الــسُّهْدِ وَالــسَّجَمِ |
ظَــمْآنَ أَطْــمَعُ فِــي إِنْــجَازِ مَــا وَعَــدَتْ |
حَــيرَانَ أَسْــمَعُ فِــي هَمْسِ الهَوَى سَدَمِي |
مَــلأْتِ رَوْضَــكِ يَــا بِــنْتَ الــرَّبِيعِ شَــذَا |
فَــهَلْ سَــفَحْتِ عَــلَى خَــدِّ الــوُرُودِ دَمِي |
وَهَـــلْ صَــبَبْتِ لأَوْرَاقِ الــخَرِيفِ صِــبَا |
أَعَـــادَ قَــلْبَ الــفَتَى مِــنْ سَــطْوَةِ الــهَرَمِ |
وَهَـــلْ أَصَــابَــكِ مِـــنْ هَــارُوتَ فِــتْنَتُهُ |
حَــتَّى سُــحِرتُ بِــحُسْنِ الــجِسْمِ وَالــشِّيَمِ |
فَــمَــا تُــمَــدُّ إِلَـــى غَــيْرِ الــدُّعَاءِ يَــدِي |
وَلَــــيــسَ تَــتْــبَعُ إِلا بِــالــرِّضَا قَــدَمِــي |
وَلَــيــسَ تُــبْــصِرُ إِلا الــمُــجْتَبَى مُــقَــلِي |
وَلَــــيــسَ يَــنْــطــقُ إِلا بِــالــثّنَاءِ فَــمِــي |
يَا سَاهِمَ الطَّرْفِ تَرْجُو الوَصْلَ مَنْ بَخِلَتْ |
بِـــهِ عَــلَــيكَ أَمَـــا لِــلــشَّوقِ مِــنْ سَــأَمِ |
حَــسْبُ الــفُؤَادِ ذُهُــولاً أَنْ يَــذُوبَ أَسَــى |
بِــــالــسَّــادِرَاتِ وَأَنْ يَــــلْــتَــذَّ بِــــالأَلَــمِ |
كَــأَنَّمَا الــصَبْرُ صَــابٌ وَالــجَوَى وَصَبٌ |
وَالــذِّكْــرَيَــاتُ بَــقَــايَا الــسُّــمِّ وَالــدَّسَــمِ |
وَبِــي مِــنَ الــوَجْدِ مَــا يَذْوِي الوُجُودُ بِهِ |
مِـــنَ الــحَنِينِ وَمَــا يُــوهِي مِــنَ الــسَّقَمِ |
أُغَــالِــبُ الــدَّمْــعَ فِـــي أَجْــفَانِ مُــحْتَشِمٍ |
وَأَكْــتُــمُ الــحُــزْنَ فِـــي وِجْــدَانِ مُــبْتَسِمِ |
لَــمَّــا شَـــدَدْتِ بِــلَحْظٍ قُــلْتُ يَــا كَــبِدِي |
أُصِــبْتُ قَــبْلَكَ مِــنْ سَــهْمٍ عَــلَيكَ رُمِــي |
أُخِـــذْتَ مِـــنْ حَــيثُ لا قَــاعٌ تَــلُوذُ بِــهِ |
مِـــنَ الــعُــيُونِ وَلا تَــقْــوَى إِلَـــى عَــلَمِ |
يَـــا وَيْـــحَ نَــفْــسِكَ قَــدْ أَوْرَدْتَــهَا تَــلَفًا |
وَبَـــاتَ أَمْـــرُكَ بَــينَ الــصَّرْمِ وَالــصَّلَمِ |
فَــمَا انْــقَلَبْتَ عَــلَى هِــنْدٍ بِــذِي حَــرَضٍ |
وَلا سَــلِــمْتَ إِلَـــى سَــلْــمَى بِــذِي سَــلَمِ |
وَلا لَــــقِــيــتَ مِـــــنَ الآرَامِ سَــانِــحَــةً |
وَلا بَــقِــيتَ عَــزِيزَ الــجَنْبِ فِــي الأَجَــمِ |
لا كُــنْــتَ يَـــا قَــلْبُ إِنْ أَصْــبَتْكَ غَــانِيَةٌ |
فَــكَمْ مِــنَ الــعِشْقِ قَــدْ أَفْــضَى إِلَى النَّدَمِ |
مَــحَضْتُكَ الــصِّدْقَ وَالأَيَّــامُ فِــي كَــذِبٍ |
وَعِــشْــتُكَ الــحَــقَّ وَالأَحْــلامُ فِــي بَــكَمِ |
وَصُــنْتُ قَــدْرَكَ عَــنْ جَــهْلٍ وَعَــنْ زَلَلٍ |
فَــهَلْ سَــتَعْصِي لِــسَانَ الــنُّصْحِ إِنْ يَــلُمِ |
يَـــا غَــافِلاً عَــنْ سَــبِيلِ الــحَقِّ مُــنْشَغِلاً |
بِــالــمُــلْهِيَاتِ مِـــنَ الأَوْطَـــارِ وَالــنَّــغَمِ |
قِــيثَارَةُ الــرُّوحِ نَــاجَتْ مُــهْجَتِي فَسَجَتْ |
وَانْــسَابَ فِــيهَا الــهُدَى كَالنُّورِ فِي الظُّلَمِ |
قَــدْ كُــنْتُ مُــتَّهِمًا صَــرْفَ الــزَّمَانِ وَقَدْ |
ظَــنَــنْتُ أَنِّـــي بِــصَــرْفِي غَــيرُ مُــتَّهَمِ |
حَــتَّى مَــرَرْتُ عَــلَى قَــبْرٍ وُعِــظْتُ بِــهَ |
وَلَــيسَ أَوْقَــعَ مِــنْ وَعْــظٍ عَــلَى الــرُّجُمِ |
هِـــيَ الــحَــيَاةُ سَـــرَابٌ لا رَوَاءَ بِــهَــا |
وَلَـــوْ حَــبَــتْكَ كُــنُــوزَ الـــدُّرِ والــحَشَمِ |
لَــذِيــذُ عَــيْــشِكَ مَــهْمَا طَــالَ لَــيسَ لَــهُ |
إِلا الــفَــنَــاءُ وَمَــهْــمَا طَـــابَ كَــالــحُلُمِ |
تَــجْــرِي عَــلَــيكِ يَـــدُ الأَقْـــدَارِ نَــافِذَةً |
فِـــي صَــفْحَةِ الــلَّوْحِ مِــمَّا خُــطَّ بِــالقَلَمِ |
وَكُـــلُّ خَــفْــقَةِ قَــلْــبٍ فِــيــكَ تَــسْــمَعُهَا |
يَسْرِي بِكَ المَوْتُ مَسْرَى الرُّوحِ فِي الأَدَمِ |
كَــمْ ظَــنَّ قَــبْلَكَ مِــنْ عَــبْدٍ وَمِــنْ مَــلِكٍ |
بَـــأَنْ تَـــدُومَ لَـــهُ الــدُّنْــيَا فَــلَــمْ تَـــدُمِ |
مَــضَوا عَــلَى الــدَّهْرِ وَالآثَــارُ فِــي عَدَمٍ |
وَغَــــايَــةُ الــخَــلْــقِ وَالأَيَّــــامِ لِــلــعَدَمِ |
فَــهَــلْ ضَــمِنْتَ مِــنَ الأَيَّــامِ مِــنْ دَعَــةٍ |
وَهَـــلْ أَمِــنْــتَ أَذَى مِــنْ سَــيْلِهَا الــعَرِمِ |
غَـــوْلُ الــحَــوَادِثِ إِنْ خَــانَــتْكَ تَــجْربَةٌ |
أَمْــضَى مِــنَ السَّيْفِ فِي الهَامَاتِ وَالهِمَمِ |
وَرُبَّ حَـــالٍ يُــرِيــكَ الــدَّهْــرُ نِــعْــمَتَهَا |
وَفِـــي لُــبَــابَتِهَا ضَـــرْبٌ مِـــنَ الــنِــقَمِ |
يَـــا مَـــنْ يُــسَــوِّفُ عِــنْــدَ اللهِ تَــوْبَــتَهُ |
احْــذَرْ فَــإِنَّ رَسُــولَ الــمَوْتِ غَيرُ عَمِي |
مَــــاذَا تَــقُــولُ لِـــرَبٍّ جِــئْــتَهُ ثَــمِــلاً |
وَلَـــمْ تُــصَــلِّ لَـــهُ يَــوْمًــا وَلَــمْ تَــصُمِ |
مَـــاذَا تَــقُــولُ وَعَــيــنُ الــذُّلِّ صَــاغِرَةٌ |
وَفُـــوكَ يُــخْــتَمُ لا يَــقْــوَى عَــلَى الــكَلِمِ |
فَــــدَعْ غُــــرُورَكَ بِــالــدُّنْيَا وَزِيــنَــتِهَا |
وَعُــــدْ لِــرَبِّــكَ بِــالــطَّاعَاتِ وَاسْــتَــقِمِ |
نَــادَى الــمُنَادِي إِلَــى دَرْبِ الــهُدَى سُبُلاً |
وَأَذَّنَ الــــحَــجُّ فِــــي أُمِّ الــقُــرَى فَــقُــمِ |
الــحَــجُّ فَــرْضٌ عَــلَى الــتَّعْجِيلِ يَــعْمُرُهُ |
مَــنِ اسْــتَطَاعَ وَلَــيسَ الــحَجُّ فِــي الهَرَمِ |
بَــطْحَاءُ مَــكَّةَ فِــي الآفَــاقِ قَــدْ صَدَحَتْ |
بِــرَحْــمَــةِ اللهِ فَــاسْــعَ الــيَــومَ وَاغْــتَــنِمِ |
بَــطْــحَاءَ مَــكَّــةَ يَـــا خَــيرِ الــبِلادِ لَــهَا |
طُــهْــرًا تَــتُــوقُ قُــلُــوبُ الــجِنِّ وَالــنَّسَمِ |
سُــبْــحَانَكَ الله كَـــمْ أَوْلَــيــتَ مِــنْ نِــعَمٍ |
وَكَــــانَ بَــيْــتُكَ فِــيــنَا أَكْـــرَمَ الــنِّــعَمِ |
جَــعَــلْــتَ أَفْــئِــدَةً تَــهْــوِي إِلَــيــهِ بِــهَــا |
تُــجِــيبُ دَعْـــوَةَ إِبْــرَاهِــيمَ فِـــي الــقِدَمِ |
حَــتَّــى أَتَـــاهُ مِــنَ الآفَــاقِ مَــنْ رَكِــبَتْ |
عَــلَــى سَــنَامٍ وَمَــنْ يَــمْشِي عَــلَى قَــدَمِ |
فِــي رِحْــلَةِ العُمْرِ يَسْعَى القَوْمُ فِي عَجَلٍ |
بِــالــضَّــامِرَاتِ وَيَــسْــعَى اللهُ بِــالــرُّحمِ |
لَــمَّــا وَصَــلْــتُ إِلَــى الــمِيقَاتِ أَدْرَكَــنِي |
مِــنَ الــتَّضَرُّعِ مَــا أَدْرَكْــتُ مِــنْ ضَرَمِ |
خَــلَــعْتُ عَــنِّي ثِــيَابَ الــزَّيْفِ مُــغْتَسِلاً |
مِــنَ الــذُّنُوبِ وَمَــا فِــي الــقَلْبِ مِنْ سَخَمِ |
نَــظَرْتُ حَــولِي فَــكَانَ الــنَّاسُ فِــي حُرُمٍ |
وَقَـــدْ تَــسَــاوَى ذَوُو الــتِّــيجَانِ بِــالخَدَمِ |
لَــبَّــيكَ حَــجَّــاً لَـــكَ الــلَّــهُمَّ يَـــا أَحَــدًا |
يَــشْدُو بِــهَا الــقَلْبُ فِــي وَهْــدٍ وَفِــي أَكَمِ |
لَــــبَّــيــكَ لَــبَّــيــكَ لا رَبٌّ سِــــوَاكَ وَلا |
أَرْجُــو سِــوَاكَ رِضَــا يَــا عَــامِرَ الــكَرَمِ |
لَــبَّــيــكَ حَــــمْــدًا وَإِيــمَــانًــا وَتَــزْكِــيَةً |
لَــبَّــيكَ لَــبَّــيكَ فِـــي حِـــلٍّ وَفِــي حَــرَمِ |
إِلَـــى رِحَــابِــكَ يَـــا رَحْــمَــنُ قَــافِــلَتِي |
فَـــلا تَــكِلْنِي وَكُــنْ لِــي خَــيْرَ مُــعْتَصَمِ |
أَتَــيــتُ بَــابَــكَ أَرْجُـــو قِــسْــمَةً بِــرِضَا |
وَمَـــنْ يُــقِــمْ عِــنْــدَ بَـــابِ اللهِ يَــقْــتَسِمِ |
بَــــابَ الــــسَّــلامِ سَـــلامُ اللهِ أُمْــهِــرُهُ |
نَــجْــوَى الــفُــؤَادِ بِــشَوقٍ غَــيرِ مُــنْفَصِمِ |
مَـــا إِنْ دَلَــفْتُ وَعَــينُ الــشَّوقِ خَــاشِعَةٌ |
حَــتَّــى ذَرَفْـــتُ بِــجَــفْنٍ غَــيرِ مُــحْتَشِمِ |
وَقَــفْتُ فِــي الــصَّحْنِ لا سَــاقٌ تُطِيعُ وَلا |
عَــــقْــلٌ يَــثُــوبُ وَلا أُذْنٌ بِـــلا صَــمَــمِ |
أُخِـــذْتُ فِــي جُــنُبَاتِ الــطُّهْرِ مُــنْصَدِعًا |
حَــتَّــى شَــهَــقْتُ بِــصَوتٍ غَــيرِ مُــنْكَتِمِ |
وَحَــامَتِ الــرُّوحُ بُــشْرَى حَــوْلَ كَــعْبَتِهِ |
كَـــأَنَّ مِــنِّــي كَــثِــيرَ الــشَّوقِ لَــمْ يَــحُمِ |
لَـــو يَــبْذُلُ الــدَّهْرُ مِــنْهُ الــكَوْنَ حِــينَئِذٍ |
لَـــمْ أُبْـــدِلِ الــدَّمْــعَ بِــالدُّنْيَا وَلَــمْ أَسُــمِ |
أَدَرْتُ ذَاكِـــرَةَ الــتَّــارِيخِ فِـــي خَــلَــدِي |
فِـــي الــسَّــابِقَاتِ مِـــنَ الأَيَّــامِ وَالأُمَــمِ |
هَـــذَا الــخَــلِيلُ يَـــؤُمُّ الــبَــيتَ يَــرْفَــعُهُ |
مِـــنَ الــقَــوَاعِدَ يَــقْــضِي الــهَــمَّ بِــالتَّمَمِ |
وَذَا الــمَــقَامُ وَإِسْــمَــاعِيلُ فِـــي شَــرَفٍ |
طَـــوْعَ الأُبُـــوَّةِ فِـــي ذَبْـــحٍ وَفِــي وَأَمِ |
وَتِـــي قُــرَيــشُ بِــدَارِ الــنَّدْوَةِ اجْــتَمَعَتْ |
مِـــنْ كُــلِّ طَــاغِيَةٍ فِــي الــنَّاسِ مُــحْتَكِمِ |
هَـــذَا أَبُـــو لَــهَــبٍ تَــبَّــتْ يَــدَاهُ طَــغَى |
فِــي الــنَّاسِ كِــبْرًا وَأَحْنَى الرَّأْسَ لِلصَّنَمِ |
هُــنَــا تَــنَــزَّلَ جِــبْــرِيلُ الأَمِــيــنُ عَــلَى |
خَــيــرِ الــبَــرِيَّةِ فِـــي حُــكْمٍ وَفِــي شِــيَمِ |
هُــنَا الــمُحَمَّدُ فَــوْقَ الــشِّرْكِ بَــدْرُ دُجَى |
يَــهْــدِي الــوَرَى سُــبُلاً مِــنْ دِيــنِهِ الــقِيَمِ |
أَقَـــــامَ دَولَــــةَ إِيــــمَــانٍ وَمَــعْــرِفَــةٍ |
وَطَــهَّرَ الــبَيتَ مِــنْ شِــرْكٍ وَمِــنْ وَخَــمِ |
هَـــذَا الــسَّبِيلُ فِــسِرْ فِــي إِثْــرِ خَــطْوَتِهِ |
بَــيــنَ الــجُــمُوعِ وَهَــذَا الــرُّكْنُ فَــاسْتَلِمِ |
وَطُـــفْ كَــمَا طَــافَ تَــدْعُو اللهَ مُــبْتَهِلاً |
تَــرْجُــو الــشَّــفَاعَةَ ثُــمَّ الــحِجْرَ فَــالْتَزِمِ |
وَصَـــلِّ سُــنَّــتَهُ خَــلْــفَ الــمَــقَامِ وَكُــنْ |
فِـــي الــسَّاجِدِينَ لِــرَبِّ الــنَّاسِ وَاسْــتَهِمِ |
وَإِنْ ظَــمِــئْتَ فَــذِكْــرُ اللهِ كَـــأْسُ نَــدَى |
وَمَــاءُ زَمْــزَمِ تَــروِي رِيــقَ كُــلِّ ظَــمِي |
ثُـــمَّ اسْـــعَ سَــبْــعًا وَلا تَــبْخَلْ بِــأَدْعِيَةٍ |
تَــفُــزْ بِــمَــا قُــلْــتَ لا فِــيــهَا وَمَــا نَــعَمِ |
فَــالــجِسْمُ يَــسْــعَى إِلَــيهَا مَــرْوَةً وَصَــفَا |
وَالــرُّوحُ تَــسْعَى إِلَــى الــرُّضْوَانِ وَالنِّعَمِ |
وَفِـــي مِــنَــى تَــلْتَقِي إِنْ شِــئْتَ تَــرْوِيَةً |
بِــــكُــلِّ مُــنْــشَــغِلٍ بِــالــذِّكْــرِ مُــنْــسَجِمِ |
وَسِــــرْ إِلَـــى عَــرَفَــاتِ اللهِ مُــجْــتَهِدًا |
وَتُــبْ إِلَــى اللهِ وَابْــكِ الــنَّفْسَ مِــنْ أَثَــمِ |
وَادْعُ الــكَــرِيمَ بِــمَــا تَــرْجُو يُــجِبْكَ بِــهِ |
وَإِنْ سَــأَلْــتَ ذُرَى الــفِرْدَوسِ لَــمْ تُــضَمِ |
وَإِنْ نَــفَرْتَ مَــعِ الــحُجَّاجِ صَــوْبَ مِنَى |
فَــكُــنْ بِــشَرْعِ الــهُدَى لِــلنَّاسِ فِــي أَمَــمِ |
وَإِنْ رَجَــمْــتَ فَــقَــصِّرْ وَاتَّــبِــعْ سُــبُــلا |
وَاحْــلُــلْ ثِــيَــابَكَ وَانْــحَــرْ فِــدْيَــةً بِــدَمِ |
فَـــإِنْ تَــعَــجَّلْتَ فِـــي يَــومَينِ لا جَــرَمٌ |
وَإِنْ تَــأَخَّــرْتَ فَــامْــكُثْ غَــيــرَ مُــجْتَرَمِ |
وَعُـــدْ لِــمَــكَّةَ طُــفْ بِــالبَيتِ وَارْنُ لَــهُ |
بِــالــهَــاطِلاتِ وَدَاعَ الــقَــطْــرِ لِــلــدِّيَــمِ |
يَـــا رِحْــلَةَ الــنُّورِ بِــالإِيمَانِ مَــا فَــتِئَتْ |
فِـــي كُـــلِّ عَــامٍ لِــقَاءَ الــطُّهْرِ وَالــسَّلَمِ |
هُــنَــا الأُخُـــوَّةُ بِــالإِسْــلامِ قَــدْ جَــمَعَتْ |
كُـــلَّ الأَحِــبَّةِ مِــنْ عُــرْبٍ وَمِــنْ عَــجَمِ |
هُــــنَــا تَــــوَحَّــدَتِ الآرَاءِ وَاعْــتَــصَمَتْ |
تَــقْــوَى الــقُلُوبِ بِــحَبْلِ الــوَاحِدِ الــحَكَمِ |
هَــابَتْ عُــرَاهَا حُــشُودُ الــكُفْرِ وَاحْتَزَبَتْ |
لِــتَــطْعَنَ الــدِّيــنَ فِــي الــمِنْهَاجِ وَالــنُّظُمِ |
قَــالُــوا الــشَّــعَائِرُ لــلأَوْثَــانِ مَــرْجِــعُهَا |
وَفِــي الــمَشَاعِرِ مَــا يَــعْصَى عَلَى الفَهِمِ |
وَقِــيــلَ كَــيــفَ يُـــرَى إِبْــلِيسُ تَــرْجُمُهُ |
كُـــلُّ الــجُمُوعِ وَرَغْــمَ الــرَّجْمِ لَــمْ يَــهِمِ |
وَكَــــيــفَ تَــلْــثِــمُ شَــيــئَاً ثُـــمَّ تَــحْــقرُهُ |
وَكَــيــفَ تَــزْعُــمُ أَنَّ الــخَيْرَ فِــي الــخِيَمِ |
خَــابَ الــلِئَامُ وَفِــي الــبُّهْتَانِ قَــدْ رُكِسُوا |
فَــدِيــنُكَ الــحَقُّ يَــسْتَعْصِي عَــلَى الــتُّهَمِ |
هَــلْ أَدْرَكُــوا الــقَدَرَ الــمَحْتُومَ هَلْ عَقِلُوا |
مَــعْــنَى الــوَفَاءِ لِــفَحْوَى الــعَهْدِ وَالــذِّمَمِ |
وَهَـــلْ أَقَــامُــوا عَــلَــى دِيــنٍ لِــيَحْتَقِرُوا |
شَـــرْعَ الــمُــهَيمِنِ فِـــي قُــدْسِــيَّةِ الــقِيَمِ |
إِنَّــــا لَــنَــعْــبُدُ رَبَّ الــعَــرْشِ طَــاعَــتُهُ |
فَــرْضٌ عَــلَى الــعَبْدِ فِــي فَهْمٍ وَفِي غَمَمِ |
وَمَــــا الــشَّــعَــائِرُ إِلا مِـــنْ شَــرِيــعَتِهِ |
لِــنَــنْهَلَ الــعَفْوَ مِــنْ نَــبْعِ الــهُدَى الــشَّبِمِ |
يَــا أُمَّــةَ الــحَقِّ عُــودِي لِــلهُدَى وَدَعِــي |
أَوْهَــــامَ مُــحْــتَــفِلٍ بِــالــلَّــهْوِ مُــحْــتَدِمِ |
فَــلَــيسَ غَــيْــرُ حِــمَى الــدَّيَّانِ يَــحْفَظُكُمْ |
مِــنْ عَــجْزِ هِــمَّةِ مَــقْهُورٍ وَمِــنْ وَصَــمِ |
لا يَــأْنَــفُ الـــذُّلَّ إِلا مَـــنْ يَــقُــومُ لَـــهُ |
وَلا يَــفُــوزُ بِــتَــاجِ الــمَجْدِ غَــيرُ كَــمِي |
وَالــمَــوْتُ أَكْـــرَمُ لِــلأَحْرَارِ مِــنْ دَعَــةٍ |
تَــسْقِي الــنُّفُوسَ شَــرَابَ الــذُّلِّ وَالــرَّغَمِ |
وَلَــــيــسَ يَــنْــفَــعُ لِــلإِنْــسَــانِ مَــعْــذِرَةً |
أَنْ قَـــالَ كِـــدْتُ فَــكَــادَ الــدَّهْرُ بِــاللُّجُمِ |
ومــن يُــجَازِ الــوَرَى بــالشَّرِّ يُــجْزَ بِــهِ |
وَمَـــنْ يُـــوازِ بِــسِــيمَا الــخَــيرِ يَــتَّــسِمِ |
يَــــا رَبِّ إِنَّ سَــنَــا الــغُــفْرَانِ غَــايَــتُنَا |
وَقَــولُــكَ الــحَــقُّ فَــاغْــفِرْ زَلَّـــةَ الــقَدَمِ |
بَــذَلْــتُ نَــفْــسِي لَـــكَ الــلَّــهُمَّ مُــحْتَسِبًا |
وَقَـــدْ خَــفَــضْتُ جَــنَــاحَ الــذُّلِّ فَــاحْتَكِمِ |
أَحــجُّ رُوحًــا وَفِــي الــرِّضْوانِ لِــي أَمَلٌ |
فَــاقْبَلْ دُعَــائِي مَــعِ الــحُجَّاجِ فِــي الحَرَمِ |
وَارْفَــعْ مَــقَامِي بِــمَا أَسْــدَيتَ مِــنْ نِــعَمٍ |
بَــيْــنَ الــخَلائِقِ وَاكْــتُبْ حُــسْنَ مُــخْتَتَمِ |