كانا معاً .. منذ أن تفتحت عيونهما على الحياة.. و جمع
الحب بينهما قبل ان يعرفا معنى للكلمة .. كانت ظلاً له..
أو تحاول ان تكون .. وكان لطغيان شخصيته وقوتها أثر فى
تكوينها المبكر..فكانت هى الاستكانة ..والهدوء ..
أو ربما أرادت هى ذلك ..وأحبت أن يكون لها هذه الصفات فى
عينيه..احبت ان يفخر باستكانتها امام الاهل .. أحبت أن
تكون كما يريد ..وان تتجاهل تماما ما تريد ..و رضيت ان
تتنازل عن رغباتها واحدة تلو الاخرى لترضيه .. وتلاشت
فيه حتى النخاع ..
ولكن ..هل يغلب التطبع طبعاً يتأصل فى الوجدان ؟؟
لقد اقترب منها لاقصى حد ..ثم تجاوز الخط الوهمى الذى
يفصل كل إنسان عن الاخر ..اصبح يريدها نسخة منه ..تحب ما
يحب ..وتكره ما يكره .. اصبح يتعجب عندما يسمع لها رأياً
مخالفاً لرأيه ..كيف تجرؤ على كل هذا الإنفصال ؟؟
كان يلومها لمجرد ان تختلف .. ومهما حاولت صبغ شكل
الاختلاف وتلوينه بل ومداراته احياناً ..الا انه كان يشعر
.. وكان يلومها ..ويتهمها بفتور حبها له ..
وصار اقترابهما نوعا من انواع الجحيم ..ربما لأنها تغيرت
بحكم السن والنضج .. ربما لأن طاقتها على إدعاء التوحد
معه قد تلاشت .. من يعلم ...!!
فقط هى تفكر أن الاقتراب بين الزوجين يجب ان يقف عند هذا
الحد الفاصل ..لا يتعداه .. ولا تقودهما الرومانسية
المفرطة إلى الظن بأن الفردين قد يصبحا فى يوم من الأيام
..فرداً واحداً ..