|
ما للنّـوارِسِ صفحَـةٌ بشَقائـي |
|
|
فالنّاسُ ما فَسحَتْ لهـا بِفنائـي |
تَعبَتْ منِ التَّحليقِ تنظرُ حُلمَهـا |
|
|
حتّى هَوتْ منْ شـدَّةِ الإعيـاءِ |
ودَفاتري مَلأى بأشعـارِ الجَـوى |
|
|
والنّـارُ تحـرقُ أحرفـاً بِهنائـي |
ولكمْ تَراءى الحُلمُ غَيمةَ ظامـئٍ |
|
|
مازالَ يعشقُ ظلمـةَ الصَّحـراءِ |
واللّيلُ يَمضـي مُسرعـاً بِردائـهِ |
|
|
والصُّبحُ يُقبـلُ عاثـراً بضيـاءِ |
ما عُدتُ أدرِكُ للنّـوارسِ مرفـأً |
|
|
فالبَحرُ هـاجَ مُعكـرَّ الأجـواءِ |
ما للنَّوارسِ والجِـراحُ عَميقـةٌ ؟ |
|
|
والوردُ يَشكو قَسـوةَ الأحيـاءِ |
ما للجِراحِ تَفجَّرتْ فـي لحظـةٍ ؟ |
|
|
وبِها الدِّمـاءُ دَقائـقُ التَّعسـاءِ |
كُلُّ النَّوارسِ أبحَـرَتْ فـي ليلـةٍ |
|
|
ظنَّتْ بأنَّ البَحـرَ فـي البَيـداءِ |
تَركتْ غَريقاً بينَ مـوجِ دُموعـهِ |
|
|
يَرجو الخلاصَ بِرفسـةِ الوَرقـاءِ |
ما كانَ يدري أنَّ - بَحرٌ - جَرحَهُ |
|
|
وتَلاطمـتْ أمواجُـهُ بِبـكـاءِ |
لا نَورَسٌ فيـهِ ولا مَـنْ يُنتَخـى |
|
|
لا البَحرُ ينُهـي رَعشـةً لِفَنـاءِ |
مالي أكلِّمُ طَيفَهـا فـي غفـوةٍ ؟ |
|
|
والحلمُ يَصحو , خادِعَ البُؤَسـاءِ |
قلْ لليَمامِ إذا النَّـوارسُ أقبَلـتْ |
|
|
هذا وَداعُ الصَّحـبِ دونَ لقـاءِ |
هذي الدُّموعُ حبيسةٌ وتفجَّـرتْ |
|
|
وتَساقطتْ كلُمـاً بِـلا أشـلاءِ |
هذا الزَّمانُ زمانُهـا فـي غَفلـةٍ |
|
|
عنْ كلِّ عشـقٍ ذابـلٍ بشَقـاءِ |
رَحلتْ طيورُ الحبِّ تَنشـدُ مَرفـأً |
|
|
فيـهِ الأمـانُ ورقَّـةُ الشَّعـراءِ |
وَوهبتُها قَلـمَ التَّعاسـةِ يَقتَفـي |
|
|
أثَـراً لراحلـةٍ بِــلا إبـطـاءِ |
ولَكمْ سألتُ اللَّيلَ عَنْ مُتَربِّـصٍ |
|
|
يَشكو النُّجومَ الغائِبـاتِ وَنائـي |
ونَظَرتُ للأزهارِ أرقُـبُ دمعَهـا |
|
|
وَأرى بِها الأحلامَ رَشفـةَ مـاءِ |
فَلَكمْ زَرعنـا الأرضَ ورداً علَّـهُ |
|
|
يَمحـو الأنيـنَ بِعطـرهِ وبِهـاءِ |
لكنَّ أرضـي أنبَتـتْ أشواكَهـا |
|
|
والوردُ يذبلُ في جَـوىً وجَفـاءِ |
طالتْ أيادي الشَّرِّ بعـضَ مَنابـعٍ |
|
|
ألقتْ مِنَ السُّـمِّ البَغيـضِ وَداءِ |
يا ليتَهمْ يـدرونَ أنّـي مؤمـنٌ |
|
|
باللهِ لُـذتُ وبالسَّمـاءِ رَجائـي |
فالفكرُ أبيَضُ والفـؤادُ مَلاجـئٌ |
|
|
للقادِميـنَ بعـفَّـةٍ وصـفـاءِ |
حتّى أرى كلَّ الـورودِ تفتَّحـتْ |
|
|
تَلقـى النَّـوارَ بلهفـةٍ وسَنـاءِ |
هذي القَوافي جَـدَّدتْ ميثاقَهـا |
|
|
والنَّثرُ والأشعارُ مِـنْ " أسمـاءِ" |