|
رُوَيْدَكَ قَدْ عَشِقْتُ هُنَا... |
رويدك قد عشقت هــنا ربابا |
هنا ساحات تهيامـي و أنـسي |
أنخ يا ابن الكرام بها ركابـــا |
لعل الجمر يخمد فــي فؤادي |
فأنسى في مرابعها عذابــــا |
لعلي أمتطي صهــوات طيف |
فألـمح في مُعَرَّسِها ربابــــا |
وألمحَ في ثــــنـاياها زلالا |
وسـحرا في محاجرها مــذابـا |
أنخ يا ابن الكرام هنا أضـاءت |
قـوافينا الأباطحَ والهضابـــا |
حططت بسوحها رحلي وألـفى |
فـؤادي في مغانيها صحابـــا |
أطعت الحرف أزمانا طــوالا |
وقـضيت الطفولة والشبابـــا |
ركبت إلى الصبابة واخــذات |
و أسرج خافقي خيلا عـــرابا |
عصيت هنا عواذل مفرطــات |
مَـحَضْنَ لنا الملامة و العتابــا |
هنا ساحات أمجاد و عـشــق |
و أيام علوت بها السحابــــا |
كأني في مغانيها أميـــــر |
أسـيح بها .. أجر بها ثيابـــا |
أعانق في معاليها الثريــــا |
وأدرك فـي مراتعها طلابـــا |
عـلوت بها .. سموت بها زمانا |
عشقت الحسن فتانا عجـــابا |
فلا والله لولا العشق صـارت |
قلـوب الناس خالية ... يبابــا |
به ذبنا كأنسـام وذابـــت |
مواجدنا وقد كانت صِعابـــا |
بحب المصطفى زين البرايــا |
صفا قلبي وهام هوى وطابـــا |
ألم تر قبل مولده المزكَّـــى |
يحاكي الكون مَوْمَاةً وغابـــا |
يعيث المعتدون به فســـادا |
وينتحب الضعاف به انتحابــا |
ولما حاول الكفر اعتـــلاء |
و أبدى الظلـــم أظفارا ونابا |
وأزبد في مرابضه و أرغــى |
وذاق الناس غسلينا وصابـــا |
وتاه الأضعفون وهم حيـارى |
وضاقت هذه الدنيا رحابـــا |
أراد الله إنقاذ الأناســــي |
فأبرز في الحجاز هدى لبابــا |
فهد النور أركان الديـاجـي |
وصد الله شرا و اضطرابــا |
وعـم العالمين ضياء بشـــر |
وعاد العدل والإيمان ثــابا |
وزان الأفق أقـمارٌ وِضــاء |
وخاف المفسدون به الشهابـا |
أتـت بالسعد آمنةُ المعالــي |
وبالفخر الذي زان الصحـابا |
أتـت بالبدر وضاء منيــرا |
وقد فتحت لعهد اليمن بابـا |
فـمن كالأم في الدنيا فخـارا |
ومن كالابن مجدا وانتسابــا |
لـعـمر الله ما حملت منُ انْثى |
كأحمد مستنيرا ... مستطابـا |
دعــا للمكرمات الناس طرا |
وما ألفَوْا له ذنبا وعابـــا |
وقـاد الجند في الهيجاء شهما |
فأخجل في الوغى أُسْدا غضابا |
وخـلد في ربوع الأرض دينا |
يفك من العبوديـــة الرقابا |
وربـى سادة نجبا كرامـــا |
أضاؤوا الكون أخلاقا رطابـا |
تسـاموا في الوجود هداة حق |
فـكانوا أنجم الدنيا صوابــا |
رسـول الله يا خير البرايــا |
طلعت على الدنى قمرا عجابا |
أضـأت الأرض وهاجا بهيجا |
بثثت بها سنا وفَّى و طـــابا |
بـمقدمك المنور قد تباهـت |
نجوم الكون ضاحــكة طِرابا |
وفـاح العطر عطرك في ربيع |
برزت به أريجا مستطابـــا |
فأنـت البدر أنواراً ..بهــاءً |
وأنت الروض أنساما عِذابـاً |
وأنـت المسك تطيابا ونفحـا |
وأنت البحر جودا و انسكابـا |
مــلأت الكون أخلاقا و نورا |
وقد كانت معالمه خرابـــا |
نشـرت به رسول الله عـدلا |
وسلما قد بنيت له قبـــابا |
فحـاز العاشقون بك المعـالي |
ونــال التابعون بك الرغابا |
إذا مـا الجود آنسنا سنــاه |
رأينا المصطفى بحرا..سـحابا |
إذا مـا الطهر صافحنا شـذاه |
غدا أصفى الورى قلبا ..ثيابا |
إذا مـا المجد فاخر في عــلاه |
بدا محبوبنا أبهى انتسابـــا |
إذا مـا العز أخجلنا صــداه |
بدا في الناس أرفعهم جـنابـا |
إذا مـا الحلم عــطرنا رواه |
سباك العفو صبرا واحتـسابـا |
فـعـذرا يا رسول الله عــذرا |
لقد تهنا وما رمنا الصـوابــا |
تــركنا الهدي هديك مستـنيرا |
ونسلك طرق غيـرك والشعابا |
كــأنا والعدو بنا محيــــط |
ضعاف البهم تسـترضي الذئابا |
نـروم المجد في أخلاق غــرب |
ونهجر نور هديـك والكتابـا |
فــذقنا الذل أعواما طــوالا |
وعشنا في مهانتنـا عقابـــا |
تـهادى المسلمون وهم سكارى |
وغرب الخــزي يمنحهم شرابا |
أراهــم كلما اقتربوا إليــه |
قــد ازدادوا من الهون اقترابا |
فــفي القدس المطهر من يهود |
جـموع الناس تنتحب انتحابا |
وفـي بغـداد آلام عظـــام |
ونـار الغزو تلتهب التهـابـا |
وفي تلك المواطن وهي ثكـــلى |
وحــوش البغي تنتهب انتهابا |
فـلو كنـا كأسلاف كــرام |
لما اجـترؤوا ولا هتكوا الحجابا |
ولا رســم ابن راعية زنيـم |
سلـيل الخبث رسما مسترابــا |
يــروم النذل إذلال المفـدى |
أتـخشى الشمس أذنابـا كلابا |
ألا شــلت يـدا وغد سفيـه |
أحـال الله دولته يبــــابا |
تـهين " الدانمرْكُ " حبيب ربي |
حـرام أن تقابل أو تحابـــى |
شـعر : أحـمو الحسن الإحمدي |
1427-03-06 هـ |