( المسابقة الرابعة )
شكراً لمشرفتنا الغالية / متابعتها الدائمة لنا ..
ونأتي الآن إلى المسابقة الرابعة ، وقد نظمت المسابقة باسم الشيخ حمد الله الآماسي .
وتماشياً مع ما ذكرنا سابقاً نورد بعض التعريف بهذا الخطاط الشهير .
ولد الشيخ حمد الله في بلدة أماسيا عام 833هـ ـ 1429م بناءً على إحدى الروايات ، أو عام 840هـ ـ 1436م على راوية أخرى .
والد هو الشيخ مصطفى دده ، أحد المشايخ الذين يدرسون العلوم الدينية ، ولذا نرى أن الخطاط حمد الله الآماسي دائماً يكتب بتوقيعه ( حمد الله ابن الشيخ ) لأنه اشتهر بهذا اللقب في وقته .
تعلم في بلدة أماسيا الخط العربي جنباً لجنب للعلوم الدينية ، فاخذ عن رجل يدعى خير الدين المرعشي ، والذي كان يكتب على طريقة ياقوت المستعصمي ، كما دقق ومحص خطوط عبدالله الصيرفي ، وكان بايزيد بن السلطان محمد الفاتح والياً على أماسياً آنذاك ، فتعلم على يد الشيخ حمد الله ، ليصبح أحد تلامذته .
وبعد وفاة السلطان محمد الفاتح اعتلى ابنه ـ بايزيد ـ العرش بعده في استانبول فدعا الشيخ فلبى الشيخ دعوته ورحل إلى استانبول ليصبح المعلم الأول للخط العربي في السراى العثماني .
وبهذه الحادثة بدأت صحفة جديدة هامة في حياة الشيخ الفنية ، وكان السلطان بايزيد الثاني يجله إجلالاً كبيراً ، بحيث كان يمسك له الدواة وهو يكتب ، ويجلسه على صدر مجلس العلماء ، وأفصح له عن رغبته في أن يخرج باداء جديد من أسلوب ياقوت المستعصمي ، وعلى ذلك قدم له أجمل خطوط ياقوت المحفوظة في خزانة السراي ليقوم بفحصها ودراستها .
وكانت هذه الحادثة في عام 890هـ ـ 1485م ، فقام الشيخ بدراسة أسلوب ياقوت ، حتى استطاع أن يبدع لنفسه أسلوباً خاصاً ويشرع في الكتابة منتهجاً إياه ، حتى عرف (( بقبلة الكتاب )) .
أيضاً ..
كان الشيخ أستاذاً في الأقلام الستة ـ خط الثلث والنسخ والمحقق والريحان والتواقيع والرقاع ـ ، قضى عمره في كتابة العديد من المصاحف التي بلغ عددها سبعة وأربعين مصحفاً .
كما كتب العديد من الإنعامات الشريفة وأجزاء من القرآن الكريم ومجاميع الدعاء والطومار ، والقطع والمرقعات والامتشاق وغيرها الكثير .
وقد قام الشيخ بكتابة الخطوط الموجودة في جامعي بايزيد ( باستانبول ) وجامع فيروز أغا وجامع داود باشا ( أيضاً باستانبول ) ، وهي على الرغم من أنها نماذج من خطه في الثلث الجلي ، إلا أنها تعد بدائية بالنسبة لمفهوم (( الجلي )) الذي ظهر بعده .
وليس بإمكاننا أن نحصر عدد الطلاب الذين نشئوا على يديه في عدد مؤكد ، ولكن أبرزهم ابنه ( مصطفى دده ) الذي سماه باسم أبيه ، وصهره ( شكر الله خليفة ) ، ثم تعلم أبناؤهما وأحفادهما الخط وعلموه للأجيال التي تليهم .
ولذا فعائلة الشيخ حمد الله هي على ما يبدوا أكثر العائلات التي خرجت في تاريخ الخط أساتذة يجيدونه ويبرعون فيه .
توفي الخطاط الكبير الشيخ حمد الله في نهاية عام 926هـ ـ 1520م .