الشربيني الرائع..
النص ذا بعد عميق..يتخلله بعض الهنات الكوميدية..لكنه نص بلا شك محكم..يطرح موضوعا في غاية الاهمية..ولعل النظر الى الاصالة ومقارنتها بالعصرنة امر مجحف بحق الطرفين لا لكل منهما ادواته وحضوره في امور لاتخلوا من كونها ضرورة لاستمرارية الحياة هذه.
وعند الوقوف امام مرآة الطرفين نجد بان استحضار القديم وملامسته لكل ادواته لاتعني بالضرورة تمسكه بالعقلية القديمة وعدم فهمه لمتطلبات العصر لا..لااظن ذلك..لكن هناك توق وشوق يربطه بتلك الادوات التي اصبحت بمرور الايام جزء من حياته الشخصية من مكونات فكره فهي بذلك تعد نقطة تحول هامة في حياته اذا ما فكر في تغيرها..فتمسكه بها لايدل بالضرورة على انه عاشق التخلف ورافض للجديد..لا...انما كما قلنا هو تمسك بالموروث الايجابي في حياته كفرد كشخص..يرى بان هذه الادوات البالية قد منحته ذات يوم الحياة بكل اصنافها..ولعل ما يثر الغصة هنا هو انه يحاول اقحام ذاته في امور تعد في مرحلته امورا مثيرة ومتعبة..فتمني الشباب ومن ثم استحضارا صدور النساء..وووووو...وجملة هذه الامور تتعبه.. بل تزيد من محنته الشخصية كفرد..وتثير فيه اشمئزازا ورغبة..معا..وهذا يولد لديه نوع من الحماسة التي قد لايجد ما يفرغها فيه فاصاب خروفه ما اصاب.
احيانا نجد بان وجود عامل المقارنة بين القديم والحديث امر يحتاج الى عقلية اكثر انفتاحا من تلك التي تبيد القديم وتنفيه بلا رجعة وتفضل الحديث في كل شيء..لان القديم على من الجانب النفسي يعد عاملا ايجابيا في اشغال المرء الذي بلغ من العمر ما لم يعد بحاجة الى وسائل العصر..فهذل القديم في راي يقدم لهولاء خدمة جليلة..لذا الابقاء على الادوات بحد ذاتها تمده بروح البقاء حتى وان وجد نفسه في محل صراع مع الجديد.
لكن بلا شك مزج القديم بالجديد يعد امرا في غاية الروعة..بل حتى ان بعض المحلات اصبحت تستخدم في ديكوراتها النقوش القديمة بل الطابع المعماري القديم وهي تحوي في داخلها على اكثر الادوات تطورا في عالمنا..وهذا المزج يولد ابداعات اخرى في اغلب المجالات.
اذا حلاقنا..الذي اراد ان يبرهن بانه بادواته القديمة ومحله القديم يمكنه ان يقدم الجديد من خلال قصاته صب حماسته على الخروف ظنا منه بانه بذلك يفرغ بعضها..وكانت النتيجة انه فقد...واصاب..وهرب الخروف..ورحب به العصر...!
استغلال القديم والحديث يجب ان لايكون الا في محله ليخلق بذلك ما لايتعارض من الرغبة والطموح.
محبتي وتقديري
جوتيار