|
تقاتلوا في نزيفِ الجرح و اقتتلوا |
و قاتلوكَ بما جادتْ بهِ المقَلُ |
وَ هجّروكَ على لوحٍ تنوءُ بهِ |
دروبُ من سَجَدوا للرّيحِ و امتثلوا |
و لم يُبالوا بأمواجٍ و عاصفةٍ |
لمّا طغى الماءُ، أن تأتي بما نسَلوا |
تقاسَمُوا دمَك المسفوكَ في كتبٍ |
توارثوها على حرفٍ و ما سألوا |
و زيّفوا سُنَنَ الأسفارِ في دِعةٍ |
و حُمِّلوها و لم يُصْغوا لِمَا حَملوا |
لم يعصِروا لِفَمِ الأيّامِ غيرَ دَمٍ |
تكاثرتْ في خَلاَيَا دائِهِ المِلَلُ |
و أنت تنأى بلا أرضٍ و لا وطنٍ |
و تترك الجرح في الأكباد يعتملُ |
و تنتقي من خُطى معناكَ أسئلةًً |
لو أنّهم أدركوا معناك ما فعلوا |
××× ××× |
و ها هُمُو الآن فِي عَلْياءِ تُربَتِهمْ |
تشابهوا في مراميهم بلا هدفٍ |
إن أَدبروا هُزِموا أو أَقبلوا خُذِلوا |
أو أُدخِلوا في أتونِ الوقتِ ما شَعروا |
أو أُخرجوا من ثقوبِ الرّيح ما عَقلوا |
تداكنوا كغيومِ الصّيف من زمنٍ |
و أرعدوا في فيافينا و ما هطلوا |
في كل قافيةٍ تنساقُ منتحلٌ |
و كلِّ بيتٍ جديبٍ تبعث "الرّسلُ" |
وكلِّ عصرٍ لئيمٍ تزدهي دُولٌ |
تموتُ.. تُولدُ من أضلاعها الدُوَلُ |
أحلامُها بطلٌ يقتصّ من بطلٍ |
أحلامَهُ فيموتُ الحلمُ و البطلُ |
و في المرايا كتاباتٌ مزوّرةٌ |
و في المطايا دروبٌ صاغها الدَّجلُ |
××× ××× |
لا غربةُ الشّجر الرسميِّ لا زمنٌ |
أُصغي إلى وجهكَ المائيِّ كان دمي |
رسماً يغازل رسماً ثم يرتحلُ |
و أنتَ في قِمَمِ الأضدادِ منفردٌ |
تهفو فيولدُ فيك اليأس و الأملُ |
××× ××× |
في كلّ جرحٍ رجالٌ أنتَ تعرفُهمْ |
تكاد ترسم نُونَ الحرف مكتملاً |
"عرّقت" معناهُ حتى كادَ يكتملُ( |
هَجرْتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ مطفأةٌ |
و رُمتَ أحرُفَ حزني وَهْيَ تشتَعِلُ |
زرعْتني في معانٍ لستُ أعْرِفُها |
و رُمتَني في معانٍ دونها الزّللُ |
و بُحتَ بي لبحارِ الأرضِ كاملةًً |
و صُنتني في هُنيهاتِ الأُلى رَحلوا |
أعطيتني كلمات الجرح صاغرةً |
و قلتَ لي هي ميلادٌ و معتزَلُ |
××× ××× ××× |
أنامُ أصحُو أنادي الرّيح في عجلٍ |
ما سرُّ صمتي وما معنى ضجيجُ دمي؟ |
و كيف تَسبرُ جرحي الخاثرَ العللُ؟ |
و عندما راودتني فيكَ أسئلتي |
و سافرتْ في دمي الأوطانُ و السُّبُلُ |
تركتُ أهواءَ أمسٍ غاربٍ و غدًا |
ينامُ في جانبيهِ التّينُ و العسَلُ |
و رُحتُ أحمل قلبي في شقوقَِ يدي |
رغم الرّدى، و دُروبَ النار أنتعلُ |
و ها أنا أحملُ الأنهارَ من جبلٍ |
يكادُ يغرُبُ حتى يشرقُ الجبلُ |
وحدي أكابدُ جرحًا ليس يفهَمُنِي |
فتعتريني جراحٌ ليسَ تندمِلُ |
وحدي أطاردُ هذا الحرفَ من وطنٍ |
منفى إلى وطنٍ منفى و لا أصِلُ |