أُسَلِّي النَّفسَ عَن بُعدِ الغَوالي وَإِنَّ الدَّهرَ يَكفَلُ بِالتَّسَالي وَهَذا الدَّهْرُ يَطوِي كُلَّ شَئٍ وَتَبقَى صُورَةُ الذِّكْرَى بِبَالي فَكَمْ مِنْ حَادِثٍ قَد صَارَ ذِكْرَى تَمُرُّ مُرورَ طَيفٍ بِالخَيَالِ فَيَنسَى المَرْءُ أَعظَمَ مَا يُلاقي مِنَ الأَحْدَاثِ أَدْرَاجَ الليَالي فَيُصبِحُ عَارِضًا قَد كانَ يَومًا ثَقيلاً مِثلَ رَاسِيَةِ الجِبَالِ هَنيئًا لِلخَلِيِّ بِكُلِّ أَرضٍ يَعيشُ حَيَاتَهُ وَالبَالُ خَالِ يَعيشُ مُنَعَّمًا وَيَظنُّ دَومًا سَلامَةَ عَيشِهِ في أَيِّ حَالِ وَلكِن مَا يُنَغِّصُ عَيشَ قَومٍ سَيَأتي لِلخَلِيِّ عَلى التَّوَالي فَهَذا الدَّهرُ يَومًا بَعدَ يَومٍ يَسيُر بِعَيشِنا نَحْوَ الزَّوَالِ فَهَوِّن مِن مُصَابِكَ يَا فُؤَادِي وَكُنْ جَلْدًا صَبورًا لا تُبَالي فِإِنَّ الصَّبْرَ مِفتَاحُ انفِرَاجٍ وتَحْظَى في النِّهَايَةِ بِالنَّوالِ وَلا تَحْزَن عَلى شَئٍ تَوَلَّى فَما حُزْنٌ يَجيئُك بِالمحُالِ هِيَ الأيَّامُ إنْ مَرَّتْ سَتَحْلو وكَمْ في العَيشِ مِنْ مُرٍ وحَالِ