|
قَـدِمْنَـا" |
بنتـسـاريـمَ أُشْـبِكَـتِ الأيـادِي |
لـتـرسـمَ صـورةً للحبِّ فـيهـا |
تعـانقـتِ الحمـاسُ مَـعَ الجهـادِ |
يـدُ القسَّـامِ مَعْ كَـفِّ السَّـرايَـا |
تـذيـقـانِ الـعِـدَا حَـرَّ الجِـلاد |
أيـادٍ تصفـعُ البـاغِـي بِعُـنْـفٍ |
ليحيـا حـينَ يحيـا فـي ارْتِعَـادِ |
وتهـتـفُ بـالـدُّنَـا إِنَّـا أُسُـودٌ |
نعـيدُ الحـقَ مِـنْ فَـكِّ العَـوادِي |
دعـانَـا للحِـمَـى وطـنٌ فجِئْنَـا |
نَغُـذُّ الخَطْـوَ شَـوْقـاً للـمنـادِي |
لنكـتبَ بالـدَّمِ الغـالِـي سطـوراً |
:بنـورِ اللـهِ فلتـحـيـا بـلادِي |
نبـيـعُ الـروحَ للـرحـمـنِ إنّـَا |
نـرومُ لـقــاءَه يـومَ التَّـنَـادِي |
أتـيْنَـا والبنـادقُ فـي يَـدَيْـنَـا |
وأطـرافُ الأكُـفِّ عَلَـى الـزِّنَـادِ |
لـنـزرعَ في حَشَـا المحتلِّ رُعْبـاً |
فيلبـسَ بَعْـدَهَـا ثـوبَ الـحِـدَادِ |
ليشقَـى بالجحـيـمِ وَقَـدْ صَبَبْنَـا |
علـى أجـسـادِهِمْ شـوكَ القَتَـادِ |
تركْـنَـا الأرضَ مِـنْ دَمِنَـا تُرَجُّ |
وشـرذمـةَ الحثـالـةِ كـالجَـرَادِ |
كـأنَّ جـنـودَهُمْ آثــارُ نَـقْـعٍ |
أثـارَ غُبَـارَهَـا ركـضُ الجِـيَـادِ |
كـأنَّ جمـوعَهَمْ إنْ ثـارَ لـيْـثٌ |
مِـنَ القـسَّـامِ ذُرُّوا كـالـرَّمَـادِ |
شَـرَعْـنَا البيضَ تَنْحَـرُ كـلَّ وَغْدٍ |
"بطـعـنٍ مـثلِ أفـواهِ الـمَـزَادِ" |
نجذُّ أكُـفَّ مَـنْ سَـرقُـوا بِـلادِي |
ونـنـتـزعُ الحَشَـا بَعْـدَ الفـؤادِ |
قَـدِمْنَـا نَقْطِفُ الهـامـاتِ قَطْفـاً |
قُـدُومَ الـزارعـينَ إلى الحَصَـادِ |
وكـنـاَّ الصـائـديـنَ إذا رَكِـبْنَا |
ظهـورَ الخيـلِ في يـومِ اصْطِيـادِ |
نلاقِـي الخصـمَ يومَ الـروعِ شُمَّا |
بقـلـبٍ قُـدَّ مِـنْ صُـمِّ الصِّـلادِ |
قَـدِمْنَـا بالـريـاحِ السـودِ تَذْرُو |
هشـيمَ الكُـفْـرِ بالكُـرَبِ الشِّـدَادِ |
قَـدِمْنَـا بالصـواعقِ مُـرْسَـلاتٍ |
وصـوتِ الرعْـبِ في ظُلَلِ الغَوَادِي |
قَـدِمْنَـا نَحْرسُ الأقْصَـى جميعـاً |
وكـمْ كُـنَّـا نَـذُودُ علـى انْفِـرَادِ |
غَمَسْنَـا فـي العـدوِّ فهلْ تَـرَانَـا |
كـتـبْنَـا بالـدمـاءِ أمِ المِـدَادِ؟! |
كـتبْنَـا بالـرصـاصِ المجدَ لَحْنـاً |
تـردِّدُهُ الحـواضـرُ والـبـوادِي |
صَـدَعْنَـا بالحـديدِ صـدورَ قَـوْمٍ |
-تَضُمُّ الحِقْـدَ -قُـدَّتْ مِنْ جَمِـادِ |
قـلـوبٌ هَـدَّهَـا بُغْـضٌ وكُـفْـرٌ |
تهـيـمُ مَـعَ اللعـيـنِ بِكُـلِّ وادِ |
ونـورُ اللـهِ فـي الآفـاقِ يَسْـرِي |
وأحـقـادُ الـيهـودِ إلـى ازْدِيَـادِ |
أتينـاَ بـالمشـاعِـلِ مُسْـرَجَـاتٍ |
لينتصـرَ الضيـاءُ علـى السَّـوَادِ |
أضَأْنَـا بـالـدَّمِ الـدفَّـاقِ نُـوراً |
يقـودُ السـائريـنَ إلـى السَّـدادِ |
نُهِـيـبُ بـأمـةِ الإسـلامِ حتَّـى |
يفـارقَ أُهـلُهَـا زَمَـنَ الـرُّقَـادِ |
لحَا الـرحمنُ أصحـابَ الكـراسي |
وأصـحـابَ الجحـافـلِ والعَتَـادِ |
ومَـنْ وقَفُـوا مَعَ الباغـينَ ظُلْمـاً |
وَمَـنْ وَقَفُـوا عَلَى شَـرَفِ الحِيَادِ |
وَمَـنْ باعُـوا البـلادَ بِكُـلِّ بَخْسٍ |
وجارُوا فِـي الحيـاةِ بالاضْطِهَـادِ |
فكـانُـوا كـالقمامـةِ فِي رُبَـانَـا |
يُدَنِّـسُ رِجْسُـهَـا شَـرَفَ البِـلادِ |
وجاءوا بالأسـى الـدامِـي كَـلَيْلٍ |
وئيـدِ الخـطـوِ منتشـرِ السَّـوَادِ |
بـهِ صـدرُ الحليـمِ يضيقُ ذَرْعـًا |
ويَضنـي قلبـَهُ طُـولُ السُّهَـادِ |
فـإنْ طـالَ الظـلامُ فثـمَّ فـجـرٌ |
سـيشـرقُ بالهُدَى رَغْـمَ العِنَـادِ |
فقـدْ لاحَ البـريـقُ علـى رُبَـانَا |
بـعـزمِ أعـزةٍ بـيـضِ الأيـادِي |
بـروحٍ تغمـرُ الأنفـاسَ عِـطْـراً |
وتَسْـرِي بالسُّـرُورِ إلـى العِبَـادِ |
لينـقـشـعَ الظـلامُ وكـلُّ غَـيْـمٍ |
وينتصـرَ الصـلاحُ علـى الفَسَـادِ |
بَنَـيْنَـا بـاتَِّحـادِ العـزِّ صَـرْحـاً |
وهلْ تُبْنَـى الصـروحُ بِلا عِمَـادِ؟! |
وهـلْ تُبْنَـى الصـروحُ بغيـرِ دِينٍ |
وتَرْتَفِـعُ البنـودُ بـلا اجْـتِهَـادِ؟! |
وهلْ وَطِـيءَ الـذُّرَا إلا عَـظِـيـمٌ |
فهلْ سَلَكَ الـدروبَ بِغَـيـرِ زَادِ؟! |
فـلا واللــهِ مـاتَـحْـيَـا بـلادٌ |
إذا سُـدَّتْ بـهَـا سُـبُـلُ الرشادِ |
ومـاجُـمِـعَ القِطَـارُ بِغَيْـرِ سَـيْلٍ |
وما جَمَـعَ الـوَرَى غـيرُ الـوِدَادِ |
ولا يَبْـنِـي حـصـونَ الـعـزِّ إلاَّ |
صـليـلُ البيضِ أو قَـرْعُ النِّجَـادِ |
ولا يُثْنِـي البغـاةَ إذا اسْـتَـبَـدُّوا |
سِـوَى سـيفِ الكـتائبِ والجِهَـادِ |
حمـاةُ الـديـنِ في الجلَّـى تَرَاهُـمْ |
كـعصفِ الـريـحِ إذْ نَادي المنادِي |
أســـودٌ لاتـبـيـتُ اللـيـلَ إلاَّ |
"علـى الأَحْـرَاجِ مقلقـةَ الوِسَـادِ" |
سـألـتُ اللـهَ يحرسـهمْ جـميعـاً |
ويجـمـعـنِـي بهمْ يـومَ المَعَـادِ |