|
إذا الشعر ألقى جرسهُ لِـدواتي |
بزاخـرِ بـوْح، مـائج الكلمـاتِ |
ترى لحن ألوانٍ لطيفِ مشـاعري |
تَنَـزُّ بأوجـاعي على الصفحـاتِ |
وكم فاض من صدري الشُّعورُ بعاصِفٍ |
فأبكَى قُلوبَ السَّامِعينَ رُواتـي |
وَأَنْثُرُ في السَّهْـل الخَصيبِ جَوَاهراً |
فَيُزْهرُ بُستـانُ الـرُّؤَى بِعِظـاتِ |
وإنْ عـاذلي أمْـلَى عَلي مَلامـةً |
وهبتُ عِنـانَ اللَّفْـظِ للنَّسمـاتِ |
فيخطر لي طيف لحون كوابـلٍ |
يَبَـلُّ جُذُورَ الـدَّوْحِ في العَرَسَـاتِ |
تَمُرُّ على قَلْبـي النوائبُ صعبـةً |
فيقهَـرُها صـبري على الأزمـاتِ |
ويطربُ شدوي النفس، يَمْسحُ ضَيْمَهَا |
تلاشي هُمومي في صدى النبرات |
أنـاجي بألْحَـانـي الزُّهُـورَ نَديةً |
فَتُجِيبُنـي الأوْراقُ بالرَّعَشَـاتِ |
أيا عُمَـريَّ الأصـلِ بوركتَ شـاعراً |
تُشيدُ بِعِـزِّ الأحرُفِ العَطِراتِ |
وشعْـرُ الحريريِّ اسْتّقام كنخلةٍ |
لَهـا رُطبٌ تـاهتْ على الثَّمَـراتِ |
وشُحرورةٌ من فاس يشجيك شدْوُهـا |
وزاهيةٌ هـامتْ ببحر لغـاتِ |
متى حضر ابن الشـام، جرّد سيفَهُ |
أقَمْتُ على المستحـدثينَ صـلاتي |
وقد عَقَدَالـدّيريّ حاجب راصدٍ |
تذبـذبَ حرفٍ مـالَ للهفـواتِ |
جمـالُ يَرى في النِّيـلِ وِرْدَ مُعشّقٍ |
وكـأسَ حُبورٍ سـائغِ اللبنـاتِ |
ومنْ عـادل الغرّيد نسمعُ نـبْرةً |
بِهـا حِكمٌ سيقتْ مع النغمـاتِ |
ومِنْ دَنِّـهِ بطحيشُ يطمحُ للسقـا |
ويُصْغي لِمَوْجٍ رائع الرقصـاتِ |
إلى الغـامدي الوَرْدُ فـاح مُعانقاً |
جَميـلَ معاني الحسِّ والهمسـاتِ |
وحـار لَدَى عيسى السؤالُ فردّهُ |
شعـوراً يُرَى من مَبْعَثِ البسماتِ |
فما قَرَضَ الشعْـرَ الْمَيَامينُ لِذاتِـهِ |
وقـدْ لَمَّـهُ إدريسُ لَمَّ نُحـاةِ |
وما الشعرُ إن لم يشهـدِ الناسُ نَبْضَهُ |
يَبُثُّ الرَّجا في آيـلٍ لِـمَماتِ؟ |
وما الشعرُ إن لم يرقَ ناظِمهُ الـذُّرا |
بقولٍ بَعيدِ اللَّفْظِ عَنْ شُبُهاتِ؟ |
وما الشعرُ إن لم يُذْكِ روح مبادئٍ |
بِها سَاد أهل الفضل والحسناتِ؟ |
وما الشعرُ إن لم يُورِ شُعلـةَ نَهضةٍ |
سِوَى رَقْصُ أوْهامٍ بِوَحْلِ هِناتِ |