بعد صدور مجموعته(خلف قضبان الوحدة)خالد الغانم:النص العاري من المجاز أنسب لإيقاع العصر
كتب - محمد عبدالله الهويمل:
صدر عن دار المفردات المجموعة الشعرية الأولى للشاعر الشاب خالد الغانم تحت عنوان (خلف قضبان الوحدة) راوح فيها الشاعر بين أنماط شعرية وزخرت بطاقة شعرية هائلة واحتوت على 31نصاً منها: ريح العشق، ممنوع الدخول، (هُبَل)، ابتسامة ولكن، فرار، طير البوح، نصاب المشانق، ذابت جبال الليل، ما لم يقله الحداثي.
(ثقافة اليوم) التقت خالد وحاورته في سُلّمه الشعري والحكم الشبابية وحداثة اللحظة والمدرسة المطربة.
@ (كما للصبح قد بسمت زهور الياسمين)، (أيقنت أن مشاعري في الحب صادقة أصيلة). رغم سلمك الشعري الموفق إلا أن ثمة محطات استراحة لا تبالي في توزيعها.
- المقطعان اللذان ذكرتهما في سؤالك مأخوذان من نص لست راضياً عنه كل الرضا وإن كنت أنشر بيتاً أو جملة أو حتى كلمة إلا وأنا راض عنها إلا أن نسبة الرضا تتفاوت، لكنني أقنع على مضض أحياناً بالحد الأدنى من الرضا.
الشعر العربي منذ القديم يحوي ما يسمى بعيون الشعر التي تحوي خلاصة الدفقة الشعرية في القصيدة، بخلاف الشعر الحديث الذي يقوم على وحدة القصيدة لا وحدة البيت، فبالتالي تتوزع هذه الدفقة الشعرية بشكل شبه متساو في جسد القصيدة من رأسها إلى أخمص قدميها، ولكن الشاعر أحياناً قد يتعجل في كتابة القصيدة فبغض طرفه عن بعض ما لا يرضى عنه تماماً من الأبيات والمقاطع طمعاً منه في تسامح القارئ بحكم أن الحسنات يذهبن السيئات! وبحكم أن بعض الأبيات والمقاطع لا يقمن إلا بدور الوصلات بين بيت وآخر، أو مقطع وآخر. وبالنسبة لمحطات الاستراحة التي تشير إليها فلم يسلم منها أي شاعر، ولو ضربنا مثلاً بأبي الطيب المتنبي الذي يُعد أكبر شعراء العربية عند الكثيرين ومن أكبرهم عند الجميع (والشاذ لا حكم له) فسنجد لديه العديد من محطات الاستراحة ولكن هذا بالطبع لا يقلل من شأنه وشأن شاعريته على الاطلاق.
@ يزخر نص (شموخ) بالحكم الشبابية التي تتماهى مع الوقار الوعظي والجمالي لنصوص النصيحة كما عند الإمام الشافعي. هل قولبة الشاعرية في هكذا تلبس نوع من تفخيم الأنا الشاعرة على حساب حداثة اللحظة وشبابيتها؟
- من يقرأ نص (شموخ) بكل ما فيه من كلاسيكية وجزالة وفحولة (إذا ما عوى كلب رميت له عظماً،، ونزهت نفسي أن أكون له خصما) سيتعجب حين يعلم أن صاحبه هو صاحب نص (لشمس غدي) بكل ما فيه من صور شعرية حديثة (على درج من الأيام أصعد نحو شمس غدي)، وسيتعجب كذلك حين يعلم أن صاحب هذين النصين هو صاحب نص (الوظيفة) بكل ما فيه من بساطة والتصاق بالواقع اليومي المعيش (سألته: موظف أم طالب؟ فقال لي: موظف فقلت: ما الوظيفة؟ فقال لي: وظيفتي: البحث عن وظيفة!).
لا أعلم سر هذا الاختلاف، قد تكون حالات تلبس كما أشرت، وقد يكون لعباءتي الشعرية الفضفاضة دور في ذلك، وقد تكون محاولات للبعد عن تكرار النفس من خلال تقديم أشكال وأنماط متنوعة من القصائد، وقد تكون محاولة لإرضاء أتباع جميع المدارس الشعرية، وقد تكون محاولة لتحدي الذات من خلال إثبات قدرتي على كتابة الشعر بأشكال وطرق شتى، وقد يكون ذلك لكوني لست متعصباً لمدرسة أو تجربة شعرية على حساب أخرى.
@ هل لنجومية أحمد مطر حضور في نص الوظيفة الذي يُعد نكتة اجتماعية تمت هندستها في نص؟
- نعم، وهذا ظهر في نص (الوظيفة) ونصوص أخرى ك(اعتذار صحيفة) وغيرهما، وسيسجل التاريخ أن أحمد مطر رائد الشعر الكاريكاتيري أو الكاريكاتير الشعري بامتياز، فلقد أسس مدرسة خاصة للشعر الساخر لم يسبقه إليها أحد، وإن كنت أتحفظ على تسمية نصوصه بالشعر كتحفظه هو أيضاً إذ يسميها لافتات لا قصائد. ومما يميز مثل هذه النصوص العارية من فساتين المجازات أنها صالحة للخاصة وللعامة، وأنها تتناسب مع إيقاع العصر المتسارع الذي سرق الكثير من عشاق الوجبات الثقافية الدسمة وأحالهم إلى الوجبات الثقافية السريعة.
ولكنني لم أتأثر بالمدرسة (المطرية) فحسب، بل تأثرت بالمتنبي وبعبدالله البردوني، وببدر شاكر السياب، وبأمل دنقل، وبايليا أبو ماضي وغيرهم، غير أني لم أكن صورة من أي أحد منهم، بل سعيت أن أقطف من كل بستان شاعر وردة، لأقدم للقارئ باقة ازهار متنوعة الأشكال ومتعددة الألوان وأتمنى أن أكون قد وفقت في ذلك.
http://www.alriyadh.com/2007/01/03/article213642.html
رد مع اقتباس
ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل