سلام اللـه عليكِ ورحمته وبركاتـه
تحية ضمّختُها لكِ بعطور الفجر
ليـال،
غريبٌ هو الشتاءُ حين يستفزّ ذاكرتَنا المسكونةَ بِسَمِيّــِه، ليدخلَها بكلّ ُيسرٍ، مُحاولاً فتحَ الزوايا المهجورة فينا ! وغريبةٌ هي أرواحُنا حينَ تسرقُ الأنفاسَ من أنفاس الشتاء !
كم هو قاسٍ أنْ يتوحّدَ الشتاءُ الداخلي والخارجي معاً، وأن تكونَ غايتهما واحدة : زعزعة الدفء المعتكف بأقصى مكانٍ بالذاكرة، ومحاولة انتزاعه من مجلسه العبِق بأطايب الجراح والأفراح، بأطايب الذكريات الحلوة والمرّة !
كم هو غريبٌ أن يكونَ الإنسانُ داءً لدائه ! يتبادلان الأدوارَ كأحزان الشتاء التي لاتنتهي !
وكم هو عجيبٌ أن يغدو الدفءُ أمنيةً عصيّة، لاتتحقّق إلاّ في حلـم، أو في حضن ذكرى جميلة أو مُرّة !
أيتها الغالية، أجبرني نصُّكِ المتدفق صدقاً ورُوحاً وإحساساً، بالتوغّل فيه حتّى انسكبتُ روحاً ودمعاً وأزمنةً ! أفيكونُ ذاكَ، إضافةً إلى إعجابي بحرفك، لأنّ شتائي الداخلي أبى هو الآخر إلاّ أنْ يتوغّل في مسامّ الشتاءَ الخارجي، ليصيرا لوناً واحداً وفصلاً واحداً ؟! أبى إلاّ أن يعترفَ بأن لا شفاءَ ! وكأنّي أراه يفعل !
ليال، قبلَ أن أطرقَ نافذةَ حرفك، أحضرتُ معي بنفسجةً، لاأدري كيفَ أفلتتْ من سياط الشتاء ! فهلاّ حرستِها معي بالربيع الذي يتأبّطُ قلبكِ الأبيض ؟
حماكِ ربّي وأسعدكِ في الداريْن
خالص محبّتي ودعائي الغزير
وألف طاقة من الورد والندى