السلام عليكم ياقوم .
كيف حالكم أجمعين أكتعين .
لقد كنت مشتاقاً إليكم ولمجلسنا معكم والذي تزينه وجوهكم وتطيبه أنفاسكم ..
أين أنت يامراد ؟
أنا هنا ياأبا عبد الرحمن .. كنت أداعب عليّا ابن خالد الحمد .
عدنان الاسلام : أوووه نسيت أن أبارك لك في عليّ يا أبا عليّ !
خالد الحمد : لاعليك ، وأسأل الله لك بمثل ، وان ترى أبناءك وأبناء أبناء أبنائك . ..
خالد : حدثنا عن الولد ياأبا عبد الرحمن .
أسقنا القهوة يامراد ..
الولد يا خالد لاأستطيع أن أزيد فيه على قول الله تعالى [ المال والبنون زينة
الحياة الدنيا ] .
إي وربي وأي زينة !!
والعرب كانت تسر بقدومه كثيراً .. حتى إن الله تعالى كان يبشر به أنبيائه كما
بشر إبراهيم وزكريا ، فهو بشرى .
وكان العرب يعجبون بالذكر أكثر من الأنثى .. والله تعالى يقول [ وليس الذكر
كالأنثى ] لكن ذلك لاينبغي ان يحمل الانسان على التسخط او فعل ماحرم الله
تعالى .
سأنقل حديثنا لشيء من أدب العرب والذي لم يحظ بالتدوين أغلبُه ..
سأذكر لكم الكلام في الترقيص عند العرب !!
الترقيص هو الغناء للطفل بشيء من الدلال ، وفطرة الله أن الطفل يسلو معه
ويرتاح له ..
ألم تر أنه يبكي فإذا سمع الشعر بصوت ملحن لاسيما صوت امرأة كبيرة ،
كفكف دمعته وسلا وابتسم ؟؟
ومما كان العرب يرقصون أبنائهم به ما ذُكر عن أعرابية لم تُُرزق ولداً ، وندبت
حظها طويلا وتشوقت للولد فلما رُزقت بغلام كانت ترقصه بقولها :
أحبه حب الشحيح مـــالَه
قد كان ذاق الفقر ثم ناله
إذا أراد بــذلَهُ ، بـــدا له
وكانت أخرى ترقصه بقولها :
ياحبذا ريــــح الـــولــدْ
ريح الخزامى في البلد
أهــــكـــــذا كــــــل ولد
أم لم يلد مثلي أحـــد؟
وكانت الشّيـّــاء تُـرقِّّص النبيَّ صلى الله عليه وسلم بقولها :
ياربنا أبق لنـا مــــحــــمـــدا
حــتـــى أراه يــــافعاً وامردا
ثــــم أراه سـيـــداً مــســوّدا
واكبت أعاديه معاً والحسّدا
والزبير كان يرقص ابنته بُضاعه بقوله :
ياحبذا بضــــــاعه
مكرمةً مطـــــاعه
لاتسرق البضاعه
لاتعرف الخلاعه
ومن غنج النساء الذي يفتن به الرجال ، ويسلبن به عقولهم غناؤهن لأولادهن
بشيء من التعريض بالزوج ، كما ذكر عن أبي حمزة الذي هجر زوجته وكان لا
يبيت عندها ، وكانت لاترى سببا وجيها في هجره لها ، إلا أنها ولدت أنثى
وكان يريد ولداً ، فكانت إذا رقّصت إبنتها قالت :
مالأبي حمزة لايأتــيــنـــا
يظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نــلد البنينا
تالله مـاذلـك فــــي أيدينا
وإنما نـأخذ ماأُعطــيـنــا
ونحن كالزرع لزارعينـا
ننبت ماقد زرعوا فينـــا
أرأيت ياخالد كيف أن الولد مزعة من القلب .. وأنك عدنانَ وصحبه من العزاب حرمتوا
خيراً كثيرا !!!
يامراد اسقنا القهوة ريثما يجهز العشاء ، وانت ياأكثم أعجل علينا بالشواء
بارك الله فيك ..