|
أتسألني يا صاحِ إنْ كنتُ أنزِفُ |
و أنتَ بهذا الجرح أدرى و أعرفُ |
و تسألُ أفواجَ الحجيج عن اسمها |
و قد طاف أفواجُ الحجيج وأدلفوا |
و تسألُ ما الأقمارُ ما الجرح ما الهوى؟ |
و هل كانت الأحزانُ بالريح تعصفُ |
فلم يبدُ في الأقمار ما كان خافيا |
و لم يخفَ في الأنوار ما كان يُكشفُ |
و ما حُرقتي في حبّ ليلى و أختها |
و ما خاطري فيمن تباكوا و أرعفوا |
و من بايعوا الأقمارَ من دون حُجّةٍ |
و من أكثروا فيها الحديثَ و أردفوا |
فلا دلّني صحبي عليها و لا رأتْ |
عيوني لها رسماً يُسمَّى و يُوصَفُ |
أُدَلِّي بروجَ الحبّ توقا لحبّها |
و أُعلي قلاع البوح و البوحُ أرهفُ |
و تحملني الأوطانُ غيماً متيّماُ |
و جمراً يداري في هواها و يُسعفُ |
يطيرُ غبارُ القلب للقلب مثلما |
تطيرُ عصافيرُ الحنين و تٌسرِفُ |
و ما صاح قلبي في هواها بغيرهـا |
و لا أخبرتْ عيني بما كنـتُ أذرفُ |
تجوّلت ما بين الرّبوع مهاجراً |
و أوصدتُ حزني و الحروفُ ترفرفُ |
تحطّ هنا في القلب أو موضع الهوى |
و تأوي هنا للجرح و الجرح يألفُ |
و تحمل للأنهارحلماً و رايةً |
و تبني خيام الظلّْ و الظلُّ أورفُ |
و ترمي كرومَ العاشقين على الذي |
يبيتُ مع الأقمار يذرو و يقطفُ |
فها هي ذي تنسابُ شوقا و رقَّةً |
و ها هو ذا أحنى عليها و ألطفُ |
فمِنْ لطف ما فيها عليهِ تهاطلتْ |
و من شوقها الملتاع يُسقي و يغرفُ |
و يحرثُ بورَ القلب في كل لحظةٍ |
فتشغلهُ عنها معانٍ و أحرفُ |