|
تحـيـا النصـيـراتُ" |
"كمْ أشـرقَتْ في سماءِ المجدِ راياتُ" |
وكـمْ شَهِدْنَـا بجـودِ الكَفِّ مفخرةً |
في ذروةِ المجدِ تعلوهَا النُصَـيْرَاتُ |
مخيـمٌ قـدْ سَمَتْ بالجـودِ رايتُـهُ |
فهلْ تُحِـيـطُ بدارِ العـزِّ أبـيـاتُ |
ياحاتمَ العُربِ غضَّ الطرفَ قدْ دَرَسَتْ |
آثارُ جـودِكَ تطـويهَـا المتاهَـاتُ |
قـدْ كُـنْتَ تُنْفِـقُ والأيـامُ باسمـةٌ |
وفـي يديْكَ مِـنَ الأنعـامِ خَيْـراتُ |
كمْ بتَّ توقدُ فـوقَ الشـمِّ مُنْتَظِـراً |
أن تستغيثَ بكمْ في البيـدِ أصـواتُ |
حتى يشـيرَ بنـانُ الفخـرِ نحوكُمُ |
لترسـمَ المَجْدَ للطـائِـيِّ شَـاراتُ |
لكـنَّ قومِـيَ أجْـوادٌ وغـايتُـهمْ |
رِضَـا الكـريمِ وفردوسٌ وجنَّـاتُ |
فكمْ تناهَـى إلى سَمْـعِ الدُّنَا كَـرَمٌ |
للمسـلمينَ لهُ تُطْوَى المَسَـافَـاتُ |
الجـودُ فيهمْ مَدَى الأيـامِ مُتَّصِـلٌ |
وللسخـاءِ لَدَى الطـائِـيِّ تَـاراتُ |
لايَبْسُطُـونَ أكـفَّ الجـودِ مِنْ بَطَرٍ |
لايبخلـونَ وفـي الأفـواهِ أقْـوَاتُ |
البذلُ والعـزُّ والإيثـارُ شـيمتُـهُمْ |
وفي العطـاءِ لهمْ والجـودِ رايَـاتُ |
اللـهُ يشهدُ يـومَ الـرَّوْعِ في رَفَحٍ |
أنَّا الكـرامُ لنَـا فـي البَذْلِ آيـاتُ |
لمَّـا تهـاوتْ على قومِي منازلُـهُمْ |
وشَـقَّتِ الصَّـمْتَ أنَّـاتُ وآهـاتٌ |
وباتَ شعبِي مَعَ الأنقـاضِ مَضْجَعُـهُ |
في صَرَّةِ البـردِ تؤويـهِ المغَـاراتُ |
نادى الكـرامُ ألا هُبُّـوا بنِي وَطَنِـي |
وللـمـروءةِ فـي غَـزَّهْ نِـدَاءَاتُ |
فأرسلَ الجـودُ مِنْ كَفِّ النَّدَى مَطَراً |
وللكـرامِ بسـاحِ الجـودِ غـاراتُ |
فرددَ الكـونُ صوتَ المجدِ مُفْتَخِـراً |
ملءَ الحنـاجرِ فلتحيـَا النُّصَـيْرَاتُ |
فكـمْ تسـامتْ لعـزِّ الدينِ رايتُـهُ |
فَـوْقَ المخـيَّمِ تعلوها الهتافـاتُ |
وكـمْ تململَ ليثٌ فـي مَـرابِـعِـهِ |
يحمِي العـرينَ لـهُ زَأْرٌ وصَـوْلاتُ |
ترى النعـاجَ أمـامَ الأُسْدِ مُـدْبِـرَةً |
خـوفَ المنيةِ لمْ تصمدْ لهـا شـاةُ |
وكـمْ تألَّـقَ صقـرٌ في شَـوَاهِقِهِ |
علـى البُغَـاةِ لـهُ فَتْكٌ وجَـوْلاتُ |
أهلَ المخـيَّمِ ياأهلِـي قَدِ ارْتَسَـمَتْ |
بماصنعتُمْ علـى الأرضِ المَسَـرَّاتُ |
أنتمْ علـى الأرضِ أحيـاءٌ وغيركُمُ |
مِنَ الخـوالفِ رغمَ العَيْشِ أَمْـوَاتُ |
يامـنْ رفعتـمْ شعـارَ النصرِ مئذنةً |
وكمْ تهاوتْ على الدَّرْبِ الشِّعَـاراتُ |
يامنْ أقمتمْ بأعْـلامِ الهُـدى وَطَنـاً |
في ساحةِ الحيِّ تحييهِ المسيـراتُ |
فكـمْ صنعتمْ ببذلِ الـروحِ ملحمـةً |
في قمـةِ المجدِ تبنيهَـا البُطُـولاتُ |
وكـمْ جعلتُمْ قـرارَ المـوتِ مؤتلقاً |
لمَّا تَهَـاوَتْ على الأرضِ القَرَارَاتُ |
حتَّى رسـمتُمْ إلى التحـريرِ مُنْتَهَجاً |
وقـدْ تَبَدَّتْ إلى النصـرِ الإِشَـارَاتُ |
يا أيُّهَا الوطنُ المسلـوبُ إنْ عَصَفَتْ |
بكَ الـرِّيَـاحُ فإنَّ الصَّـبْرَ مَنْجَـاةُ |
لاترهبنَّـكَ ذُؤْبَـانٌ قَـدِ اجْـتَمَعَـتْ |
إنَّ الأسـودَ بلحمِ الـذِّئْـبِ تَقْتَـاتُ |
هـذي أسـودُكَ ياقَسَّـامُ رابـضـةٌ |
في كـلِّ جَنْبٍ لها في الأرضِ ثاراتُ |
ترمي اليهودَ بجمْـرِ المـوتِ مُتَّقِـداً |
وكـمْ توالـتْ على التَّلِّ الشَّـرَارَاتُ |
وإنْ رَمَـتْكَ أَكُـفُّ الدهـرِ مَسْغَبَـةً |
فبالمـوائـدِ تـأتيـكَ النُّصَـيْرَاتُ |
وإن تـراختْ سـدولُ الليلِ مُرْهِقَـةً |
وجـهَ النهـارِ ففي غزَّه الْمَنـاراتُ |
وإلى لقاء قريب إن شاء الله |
مع تحياتي |
أخوكم فارس عودة |
|