أهلا .. هل الجميع هنا ؟
نتم حديثنا الآن ..
قلنا أن عمر المختار رحمه الله تولى القيام بأعمال شيخ زاوية سنوسية ..
و قد استمر في مهمته هذه حتى عام 1911م ..
أي حتى وقوع العدوان الإيطالي على ليبيا في شهر أكتوبر من عام 1911م
يقول بعض المؤرخين أن عمر المختار كان في منطقة تدعى الكفرة عندما بلغه نبأ العدوان الإيطالي
و في ذات المنطقة على ما أظن عقد السيد أحمد الشريف اجتماعا مع بعض المتواجدين من أعوانه السنوسيين لتدارس الأمر
و رأى بعضهم عدم المقاومة لعدم توافر السلاح و القوة اللازمة
لكنه رفض ذلك ..
فقد رأى في الدفاع عن الأرض ذودا عن الدين و الوطن ..
و طاعة لأمر الله عز و جل بالجهاد في سبيله ..
فدعا المجتمعين لإخلاص النية و توحيد الصفوف ..
و من هناك انطلق عمر المختار عائدا إلى برقة حاملا التوجيهات إلى المعنيين في برقة و الجبل الأخضر
و علم الجميع بـ :
القرار بالجهاد في سبيل الله ضد الإيطاليين
إنذار كل من يتخلف عن الجهاد أو يمالئ العدو
و دارت المعارك متتالية ..
و باغتت تركيا الليبين بانسحاب كل قواتها من ليبيا ..
لكنهم لم يتوقفوا قط عن الجهاد ..
بل أشجوا المعتدين .. و أروهم ( نجوم الظهر في عز الليل )
و شيئا فشيئا أحاطت الصعوبات بالمجاهدين في برقة و طرابلس من كل ناحية
فقد انقطعت الموارد من تونس و مصر
و أخذت تركيا كل جنودها و أسلحتهم ..
و حوصر المجاهدون
فهل استسلموا ؟؟
من سكن الإيمان قلبه و العزم ساعده أيجد الاستسلام إليه سبيلا ؟؟
لا و الله ..
و لا أتذكر إلا أبطال فلسطين و أنا أقرأ أي سيرة جهاد في أي بلد مسلم
فلندع لهم و للعراقيين في هذا الشهر الكريم
لعل الله أن يرزقنا و إياهم نصرا مبينا إنه على كل شيء قدير
و في هذه الظروف الصعبة أسندت القيادة العسكرية في الجبل الأخضر لشيخ الثوار ..
فلم يتردد لحظة واحدة في قبولها
و رسم خطته لأتباعه
التربص بالعدو و الاكتفاء بالدفاع
ثم إثارة أعصاب الإيطاليين .. حتى إذا خرجوا من مركزهم هاجمهم المجاهدون
فقتلوهم شر قتلة و غنموا ما يحمل المعتدون من سلاح كان المجاهدون بأشد الحاجة إليه
و ظل الحال على هذا المنوال حتى نشبت الحرب العالمية الأولى عام 1914م
تسارعت الأحداث .. و غادر السيد أحمد الشريف ..
و تولى مكانه السيد محمد إدريس ..
و تسارعت ثانية ..
و عاد المختار إلى قبيلته .. ثم غادرها إلى الجبل الأخضر .. و قبيلة العبيد ..
و ظل يعمل ضد الإيطاليين بكل ما يملك من قدرة و جهد ..
حتى غدا شوكة في حلوقهم
فما من اتفاقية تعقد .. إلا و يدعو هو إلى نقضها لما فيها من ظلم لليبين ..
و ما من جبهة يظن الإيطاليون أنهم أغلقوها حتى يشعلها ثانية
فحاولوا استمالته ..
و هذه إحدى محاولاتهم :
( أصدر ملك إيطاليا قرار حمل الرقم 2183 و جاء فيه : اعتراف رسمي بعمر المختار شيخا على زاوية القصور بمرتب شهري من الحكومة يستلمه .. )
و لكن عمر المختار لم يستجب و لم يرضخ و ظل كما هو مجاهدا شريفا ذا هدف نبيل
و كان شديدا مع حامل الرسالة و المرسوم إليه
و في عام 1922 وصل الفاشستيون إلى السلطة في إيطاليا ..
و بدأت مرحلة جديدة في الصراع ...