خلف أسوار الهوى (قصيدة تحول جزء منها إلى أنشودة)
وعنوانها الأصلي
قصيدة حب في وداع القدس
يا قلب مالك كلما ذُكرت دماؤك تنحبس
يسري شرود العين نحو النور يستجدي القبس
أتراك تسري للحبيبة خلف أسوار الهوى
أم تبتغي لمّ الأحبة كلهم، برحاب ساحات القدس
*******
ألا تدري؟ شغافك سال بين البحر والنهر
وروح الروح في الأقصى تطير بخفة الطير
وما تعبت من الذكرى، وقد تعبت من الهجر
فذكراها تزيد النار في قلبي وفي صدري
******
وذكراها؟
أتذكر يا فؤادي من نظمت لها هوى الشعر؟
من روحٍ ومن قلبٍ، ومن دمعٍ لها يسري؟
ومن شوق على البعد
وفي قرب من الوجد
******
أتذكرها؟
لقد بيعت ببخس في السياسة والسلام
وباعوها؟ بتنميق وزخرفة الكلام
أتذكر كيف كان الحب ينبت بيننا طهراً
وكيف الريح بالتحنان ألقت فوقنا الزهرَ
فكيف تحولت بالذل أيام لها قهرا
وتشريداً تنوء لهوله الدنيا وهجرا
كتبت لها دمي حبراً
ونبضي صغته شعراً
******
أتذكر من..
نسجت لها من الآهات أغنية لكي تغفو؟
أتذكر من..
ذرفت لها دموعاً في مدى التاريخ ما ذرفوا؟
أتذكر من وهبت لها بقايانا
بنيت لها لسكناها حنايانا؟
*******
أتذكر من..
فرشت لها ضلوعي في زوايا الأرض كي تمشي؟
أتذكر من..
لكي تبقى نسجت لها خيوط العمر من نعشي؟
لقد عادت وما عادت
على الدنيا لقد سادت
******
لقد سادت..
وما علمت بأن القلب في الأعماق يهواها
يناديها ومسجدها.. ويعشقها ولو كانت بمثواها
أتحسب أنها نسيت
هواك.. ومنه ما بَلِيَتْ
******
أتنسى من.. على الكتفين والأضلاع علقها وشاحاً ؟
وتنسى من.. على الخدين وشم الدمع يحفره جراحاً؟
تراها سوف تنساه.. لتنسى الآهْ
وتدفن كل ذكراه.. لا والله
******
أتنسى من.. بنور العين والرمشين يرسمها ظلالاً؟
وتنسى من.. تنفسها وشمّ رحيقها المضنى زلالاً؟
أتنسى من بعمق القلب يغرسها زهوراً؟
ووشماً في جدار الروح يحفرها..
ويزرعها جذوراً أو طيوراً؟
أتنسى من تنام على فؤاده؟
لكي يصحو طويلاً في سهاده
******
تذكرها.. ولا تنسى
ليعشق قلبك القدس
دموع العين إن تاهت ففي مينائها ترسو
تذكرها.. ستبقى من نسميها بإجلال لها "قدسُ"
أهانوها وما هانت
هدموها وما لانت
وخانوها وما خانت
***
أضاعوها وما ضاعت
أذلوها وما انصاعت
وباعوها وما باعت
وما باعت
وما باعت
***