1+1=2
استعدت مدرسة اللغة العربية للرحيل بعد أن تورمت أكف زملائي من التصفيق من زاوية ، ووقع العصا عليهم من زاوية أخرى ، تهرب أحرف العربية من كتبهم لتأتي تجلس جوارى ، نعقد جلسة صداقة على درب الوفاء ، كلما قهرتني أسئلة المعلمة ( عفاف ) وقفت أمامي كل الأحرف لتسدد عني نافذة الأسئلة ؛ فأجيب بما تمليه علي من شعر عنترة و نثر ابن عطاء ، أو قواعد الخليل وسيباوية ؛ فتنغلق النافذة بطوابير الثناء ، وتصفيق المساكين الذين غادرت الأحرف كتبهم خاوية بيضاء ، فلا يجدوا فيها من الإجابات سوى سطوة العصا الجذاب ، كنت أرسم الضحكة داخلي ، أفتعل الحزن على مصيرهم المؤسف ، أتألم معهم ، أفرح في نفسي ، سرعان ما تنتهي جولة المصارعة بيني وبين وقت غروري ، تحمل المعلمة دفترها ، قبل أن تغادر تتوقف بنظرتها الحانية أمامي - أحسنت يا محمد - ، يتبادل (الأستاذ كمال) مدرس الرياضيات معها الدخول ، تتشبث الأحرف بملابسي ، أربت على رأس ( الواو ، أمسك بذيل الجيم ، والحاء ،و الخاء ، تقفز الهمزة من فوق الألف ، يتعرى رأسه ؛يتحول لرقم صارم متصلب ، أسمع أنين الأحرف يعزيني ، أشم رائحة الخوف ينثر النقاط ، تتوالى موجات الأسئلة ، التصفيق يأتي لغيري ، الثناء الخائن يترك مقعدي ، يرحل إلى طاولة زميلتي ( نجاة )، تنحت كفها المتورم بكفها الآخر ، تلف حبال الثأر حول حقيبتي ، كتبي ، عنقي ، تنزع من عقولهم كل الأرقام ، لا تترك سوى أرقام الصفحات العقيمة ، تجردني من كل الإجابات ، إلا من إجابة لمسألة قديمة كانت قد علمتهالي أمي في عصر الصغر(1+1=2)، توقفت عندها حدود معرفتي بعلم الرياصيات ، ولغة الحساب ، بعد أن ألعن (فيثاغورس )، وألوم (الخوارزمي) ، تتوقف موجة الأسئلة عندي :
- ما هو ناتج المسألة : (-2+70) - ( +965-200+2% )×5 =
- ناتج المسألة ... ناتج المسألة ؟
- نعم .
- الناتج يساوي (2)
محمدسامي البوهي