بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جلست قيادات الشعب الفلسطيني ، في البلد الطيب ، لعلها تخرج بإتفاق يوقف سفك الدم الفلسطيني ويبدأ مرحلة جديدة من تاريخ فلسطين.
مما أثار عجبي وإعجابي في آن واحد، أن القيادة اجتمعت ثم اتفقت ببساطة وسرعة _ على ما يبدو لنا_ وربما تعكس هذه البساطة أموراً منها:
1_ أن الأطراف المتنازعة سابقاً وصلت بها الأمور إلى القناعة بأن الحوار هو الذي يأتي بالثمر لا البندقية.
2_ أن ما اختلفت عليه القيادات كان يمكن استيعابه وحله منذ البداية، وإن حدث هذا لكنا تجنبنا الكثير ووفرنا الكثير من الدماء التي سالت ولكن قدر الله وما شاء فعل.
3. أن المملكة العربية السعودية سيكون لها دور فعال في المنطقة، فالإتفاق الذي حصل على أرضها سينفذ بمتابعتها ، وأي ناقض لهذا الإتفاق (أسأل الله أن لا يكون هناك نقض) سيكون مسئولاً أمامها وأمام الشعب الفلسطيني عن فعله.
ولقد عكست فرحة الشعب الفلسطيني ، والمسيرات المشتركة العفوية التي شارك بها أبناء الفصائل و التنظيمات الحالة التي وصل إليها الشعب من بغض للإقتتال الداخلي ، وحب للوفاق والإتفاق ، وأنا متأكد أن الشعب سيمنع بعد ذلك أي شخص يحاول المساس بهذا الإتفاق كائناً من كان.
و في الحقيقة كان الجو العام الدولي والإقليمي قد ساعد على نجاح هذا الإجتماع التاريخي ، فالتهديدات التي تحيط بالمسجد الأقصى من جهة ، والضغوط العربية والأوربية لإحتواء الأزمة من جهة، والثقافة الدينية التي تنبذ الإقتتال الداخلي من جهة أخرى ساعدت في إنجاح هذا الإجتماع
في الختام أقول : إن الإتفاق كان سهلاً في ظاهره لنا ، فهل يكون التنفيذ بتلك السهولة؟ هذا ما ستنطق به الأيام اللاحقة إن شاء الله