يُحكى أنّ
صغيراً هو كأطرف أنملة من يدي
له ملامح أشبه بأنجم تشكلت في فضاء
ليلة صيفية هادئة
له صوت بريء يشي بخافق يحمل الحب
والأمنيات الوردية
يشبه دارين ، أو قولي يشبه القمر ،
أو قولي يشبه زهرة يتيمة بلا رفاق
ذات غربة.... تلفت الصغير ليبحث عن قطعة
حلوى كانت تعتصم بيمينه
قرأنا في دفاتر البؤس أن الحلوى لا
يمكن أن تستحيل إلى علقم
وتواترت الأيام بعضها يجر بعضا
كبُر الصغير وهو يبحث عن الحلوى
تشكلت ملامحه لتهب طابور القسوة
رجلا جديدا
ربما كان أقساهم ، أو أشقاهم
والحلوى تقطر من يمينه كعصارة الصبار
أنامله لا تقوى على الحركة ، والحلوى تنصهر يوما بعد يوم
وذاك الطفل لا يزال يمضغ الألم في صدره
والأيام تجر بعضها بعضا
مال الشيخ برأسه وافتر ثغره من قلب
لحية كثة وتمتم قائلا :
يوما ما سأجد تلك الحلوى
أسند ظهره إلى آخر لحظة صفاء وراح
بسبباته يحفر لحلواه قبرا
هكذا كان الطفل يجر خلفه دهرا مرّا