منْ داخل حجرة سوداء كالقبر ، أجلس خلف مكتب رث متفحم ، كل ما عليه يعاني السواد ، الشمس بريئة منه ..!
زيي العسكري الأبيض ، أقصد الذي كان فقد أصابته نفس العدوى .
كل زواري من النساء والرجال ، أمسك بأيدهم ، أعبث بأناملهم واحداً واحداً ، كأنني أتأكد من عددهم ، أول شيء له الأهمية الأولى بعملي هو القار ، أُسفلِتُ به الأوراق ، مستخدماً الأنامل في رصفها .
تخرج الأوراق مزينة بدوائر مبهمة لا يستطيع قراءتها بشر ..
عملائي يسلمونني أيديهم ، أفعل بها ما أشاء ، هناك من يسلمني يده وقد أغرقها العرق ليبلل الورقة ، فتخرج الخطوط خائفة مرتعشة .
يدس أحدهم يده في جيبي ، أعطيه الماء والصابون ، يغسل يديه من لون الحناء الأسود ، ومن لا يفعل يعانِ من ظلام يسطع بطرف أنمله لا يفلح معه إشراقة أعتى المنظفات .
ينتهي يومي ...
أعود إلى منزلي ، أجمع الأوراق الموشومة بالأنامل .
تضعُ زوجتي الطعام ، أنظر إلى طبق الطعام ، يا الله هي نفس الخطوط المبهمة المستديرة ..! الملعقة في يدي تشبه الإبهام بخطوطه ، حتى سريري خشبه يعاني من تلك الخطوط المتعرجة ، السحب بإبهام السماء تدور متداخلة .. خطوط ، خطوط .
أنظرُ إلى أناملي فلا أجد .........