عطش الأقمارحينما ارتعد نبض قلبي ...وتلعثمت خطاي,وارتعشت جوانحي ,كنت أرجو حائط بستان استظل به من شمس غربتي الحارقة والتمس في جداوله ترياقا لأرطب شفتي المفعمتين بالغبار والصمت.
كنت احلم أن أرى عنقودا من الأمل يتدلى أمام عيني الغائمتين عطشا وشوقا .وعلى كتفي , كم حلمت أن تستريح فجأة كف صغيرة. لأجفل قليلا .فيطل وجهك واعدا بكل جميل آت . وتهدهدني نظرة عينيك الدافئتين بالأمان . أن نعم أنا هي أيها المسافر المنهك الذي أكلته الدروب .تعال أشد راحلة قلبك بالزاد والعنفوان ,وأجلو لك السيف من بريق عيني الصافيتين .أقبل لأخبئك في صدري قمرا طالما رجوت أن يهل في مقلتي ليضيء بستاني الغامر بالتوق ,وجلال الصبر,والعناقيد التي طالما اشتهتك.
تعال,ألق عصا ترحالك هنا لتأكل كل ثعابين مخاوفي ووحدتي . لألبسك قلادتي الصغيرة التي طالما طوقت عنقي .وصاحبتني في سهري , وشربت من عطري ,وتألمت مع نبضي ,واغتسلت بدموعي ,وغفت على صدري.
(وإذ بدأ الليل ينشر غلالته الداكنة ,التقي على صفحة الأفق التي غطاها الشفق وجهان
وقرص الشمس الأرجواني الخافت ينحدر رويدا رويدا وهو يبوح بآخر ومضة شعاع, يسكبها بريقا هامسا في نقطة التقاء ثغرين ...في لحظة بوح حميمية , فأضاء الكون مليون بدر