|
زيديني عشقاً |
خـفقتْ بـالغـصـةِ يا أُمَّـي |
فكـتبتُ بشـعـري مَلْحَـمَـةً |
تحـكـي آهـاتِ المسـجـونِ |
أنسجُهَـا بالحـزنِ نشـيجـاً |
يتحـدرُ مِـنْ دمـعِ عُـيونِـي |
فـالقـيدُ الجـائـرُ يخنقنِـي |
ونيـوبُ المـوتِ تُنَـادِيـنِـي |
صمتُ الجدرانِ يحـاصـرنِـي |
وَصَـدَى الأبْـوابِ يُسَـلّينِـي |
وسكـونُ اللـيلِ لـهُ شَـجَـنٌ |
يُحْـيي الأحزانَ فيشـجينِـي |
وظـلامُ السـجـنِ يُـؤَرِّقُنِـي |
في حُضْـنِ الوحشـةِ يَرْمينِـي |
تتـقاطرُ للـوجْـدِ دُمُـوعِـي |
ويدوِّي فِـي الصَّـمْتِ أَنِينِـي |
نفـَسُ الجـلادِ يضـايقـنـي |
ودمـوعُ الحـرقـةِ تكـوينِـي |
وزفـيـرُ الغيضِ إذا اشْـتَدَّتْ |
عـاصفـةُ الظلمـةِ يبكـينِـي |
والـوَهْنُ تغلغـلَ في جَسَـدِي |
والجـوعُ الجـائرُ يُشْـقِينِـي |
وجـهُ السّـجَّـانُ يُعَـذِّبُـنِـي |
وسـياطُ الـرَّهْـبَةِ تُـؤْذينِـي |
يجلدُنِـي يخـنـقُ أنفـاسِـي |
ويُـمَـرِّغُ أنفِـي بـالـطِّـينِ |
بسـعيرِ الجَمْـرِ يُحَـرِّقُـنِـي |
يَقْطَـعُ بالسـوطِ شـرايـينِـي |
يَسْـعَى لِيُحَـاصِـرَ أفـكـاري |
ويعـزَّ الكُـفْـرَ علـى دينِـي |
قسـمـاً بالقـاهـرِ يـا أمـي |
مَـنْ يقسـمُ وَحْـدهُ بـالتِّيـنِ |
لـنْ تَقْهَـرَ قلبِـي شِـرْذِمَـةٌ |
لـنْ تُطْفِـيءَ أنـوارَ يَقِـينِـي |
بالصَّمْتِ سـأسحقُ أعـدائِـي |
وسـأقهرُ بالصَّـبْرِ شُـجُـونِي |
لأظلَّ الشَّـامـخَ فـي وَطَنِـي |
يَتَأَلّـقُ بالـعـزِّ جَـبِـيـنِـي |
والمجـدُ يطـاولُ أعتـابِـي |
وظـلالُ الفـخـرِ تغَـطِّيـنِـي |
فاللـهُ القـاهـرُ يَحْـرُسُنِـي |
مِـنْ بطشِ الكُـفْرِ ويَحْمِينِـي |
وكتـابُ اللـهِ يـؤانسـنِـي |
(ويقـينِـي باللــهِ يَقِـينِـي) |
أرنـو للحـورِ وقـدْ بـَرَزَتْ |
عِنْـدَ الشُّـرُفَـاتِ تُنَـاجِينِـي |
وريـاحُ الجنـةِ إنْ عَـبَقَـتْ |
هَـزَّتْ بـالشَّـوقِ أفَـانِينِـي |
حملتْ لي ذِكْـرَى مَنْ سَبَقُـوا |
فتأجَّـجَ فِـي القَلْبِ حَـنِينِـي |
أنـفـاسُ بـلالٍ تُـوقِـظُنِـي |
ونـداءُ سُـمَيَّـةَ يُحْـيـينِـي |
وأرى الفـاروقَ يُرَحِّـبُ بِـي |
ورسـولَ اللـهِ يُـلاقـيـنِـي |
وأبـا الحسـنينِ وقَـدْ مُـدَّتْ |
يَـدُهُ بـالحـبِّ تُحَـيِّـيـنِـي |
ولـذي النـوريـنِ تـألُّـقُـهُ |
كـالبدرِ المشـرقِ يدعـونِـي |
بـالنصـرِ الـواعـدِ يا أمـي |
صوتُ الإخـوانِ يُنَـاديـنِـي |
في صـوتِ الـرَّاشِـدِ والبنـا |
في صـورةِ أحـمـد ياسـينِ |
ونـداءُ السـيدِ يهـتفُ بـي |
الصـبرُ سـبيـلُ التمـكـينِ |
بـدمِ الـقـسّــامِ وثـورتِـهِ |
سـنعيـدُ الـمجـدَ بحـطـينِ |
وسـأصـنـعُ مِـنْ قَيْدِي عِتْقاً |
لـيظلَّ المحـتـلُ سـجـينـي |
وسـأجعـلُ سِـجْنِـيَ أَنْـواراً |
لـتضيءَ سمـاءَ فِـلَسْـطِيـنِ |
وسـأرفـعُ للـنَّـصْـرِ لِـواءً |
يَـزْهُـو خفـاقـاً بِيَـمِـينِـي |
لتنـامَ القــدسُ عـلى صدري |
ولـتسكـنَ أطبـاقَ جفـونِـي |
صـبـراً أمـاهُ ولا تَـهِـنِـي |
لاعـزةَ إلاّ فـي الــديــنِ |
وريـاحُ الكُـفْـرِ وإنْ عَصَفَتْ |
لنْ تُرْكِعَ بالعَصْفِ غُصُـونِـي |
إنَّـا أحـفــادُ أبـي بـكـرٍ |
والبـنـا وصــلاحِ الـديـنِ |
إنّـَا أبـنـاؤُكَ يـا أَقـصـى |
ورجـالُكَ يـاعــزَّ الـديـنِ |
تُحْـيِ الإسـراءُ لـنَـا أَمَـلاً |
أَوْرَى فِـي أَلَـقِ الـزّيْـتُـونِ |
قضبـانُ السـجـنِ وقدْ فَغَرَتْ |
فـاهَـا كَـنيُـوبِ التـنـيـنِ |
لـنْ تخـمـدَ أبداً أنفـاسـي |
لـنْ تطفـئَ إشـراقَ جَـبِينِي |
وستبقـى القـدسُ بإحسـاسي |
تحيـا فـي قلبـي وعيـونِـي |
أنشـدُهـا ألحـانَ حـمـاسي |
وأغـنـيهـا أحـلـى فُـنُـونِ |
وتـرددُ دقـــاتُ فـــؤادي |
زيـديـنـي عشـقـا زيـدينـي |