|
يا شعر حسبك ما بالقلب من ألم |
فارسل شعاعا يبدد غيمة الظلم |
وانثر من الحرف ما تحويه أفئدة |
سيلا من النبل أو بحرا من الحمم |
ترمي به معقل الكفار إنهم |
جاءوا عظيما من البهتان والتهم |
تجرأوا برسوم شل راسمها |
وأُوقدت جسمه نارا من السقم |
قد صوروا خير من دانت له أمم |
وخير من حل في قاع وفي أكم |
وخير من حملت أرض ومن بسطت |
له السماء نجوم الليل من أَمَم |
وخير من حمل الأعلام ألوية |
لينشر الهدي في عرب وفي عجم |
حتى أنارت بنور الله أفئدة |
كانت لنا شعلا في الأعصر الدهم |
واليوم وا أسفا من رسمة هزلت |
جاءت بها دنمرك الكفر والصنم |
وأتبعتها فرنسا في غوايتها |
كما غوى مثلها بالكفر كل عمي |
جاءوا بقلب حقود ضد من شهدت |
عقول غرب له بالصدق والعظم |
جاءوا وظنوا بأنا لا كلام لنا |
من بعد ذل أصاب القوم بالبكم |
هيهات هيهات ما زلنا بقوتنا |
نقضي على الكفر فعل الأسد بالبهم |
نقضي عليهم بلا سيف نجرده |
فالحرب بالشعر مثل الحرب بالخذم |
نرميهم بسهام الشعر حامية |
تصيب أذان من ترجمه بالصمم |
ندعوا إلى وقف إيراد لسلعتهم |
فيندمون ولا نصغي إلى الندم |
فقاطعوهم وإن جاءوا بعذرهم |
فالعذر للمال لا للموقف الجسم |
ويا شباب الهدى نصرا لسيدنا |
نسألكموه بلا هيفا ولا نغم |
ويا شباب الهدى هبوا لنصرته |
فالنصر بالفعل لا بالقول والكلم |
من لي بوامق كالفاروق غيرته |
على النبي وكالصديق ذي الكرم |
من لي بخيل تثير النقع تقدحه |
حوافر الحق في داج من الظلم |
الله أكبر لاح النصر في أفق |
ورفرفت راية الإسلام في شمم |
وأقبل العدل نحو الظلم يقذفه |
بصارم الحق في كفيّ كل كمي |
والله نسأل تأييدا لنصرتنا |
لسيد الخلق من عرب ومن عجم |
ويا عزيز انتقم دمر منازلهم |
واجعلهم عبرة للخلق كلهم |
ويا إله الورى عجل بخسفهم |
كما فعلت بذي عاد وذي إرم |
ويا إله الورى أرسل عذابهم |
سربا من الطير أو سيلا من العرم |
أو أهدهم لطريق الحق ذلكم |
ما ناله طائف من سيد الأمم |