على رصيف من الذاكرة أقف وفوق أسفلت المرار أتكئ
كم كانت ذكرياتي في ذلك الوطن المحموم مليئة وصاخبة
وكم كنت أنثىً طائشة في عشقي للوطن وأبناء جلدتي
دون قيدٍ دون شرط دون تطرف..
كان عليّ أن أهندس شعوري بانتمائي للوطن الخائب
الذي أنجب أطفالاً عاقين يمرون بأسلحتهم الطائشة
ولا يدركون كم نـنـزف بعدهم ...كم رصاصةٍ تقتل النخيل..!
وكم وسادةٍ من بؤس الحلم تحترق..
أنا الآن أقف فوق منحدرٍ من الوجع أبحث عن خيط حقيقةٍ
يلملم أجزائي المفككة ويعبر بيَ إلى برّ الأمان
أريد أن أستبدل أملي البعيد بيومٍ أصنعه بنفسي ووطنٍ لم تطأه عين البشر
فكلّ ما لامسته أيديهم قد تلطخَ بالدماء وتخضب الوطن بوجعٍ جديد..!
أريد ان أتكوّر في مُنحنٍ مغلق وأجمع فيه أناساً لا يشبهون البشر
ولا يحملون طيشهم وعبوديتهم للأموال والرؤوس
أريد شعباً لا يحكمه الشيطان ولا تبعد عن عيونه روح الفضيلة..!
أريد فضيلةً أعمق من الحكمة ..أجمل من حب الوطن ..أقوى من أيّ درعٍ
وأبيض من أيّ سلامْ..
أريد وطني كما كان وكما عشقتهُ لا كما صنعتهُ أيادٍ واهنة !
وحتى تلك اللحظات..
سأكفر بكل من آمنتُ بهم رجالاً وما عرفوا حمل نعش إخوتهم فتفرقوا..وباتوا شتاتاً
لحضارةٍ عمرها سبعةُ آلافٍ من الأعوام
ميم..
25\02\2007