|
(عيدٌ بأيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ) |
انا ابْنُ بيسانَ من بيسانَ مَطرودُ |
مالي( أراني عصِيَّ الدَّمعِ) أنْضَبِهِ |
أجَفَّ دَمْعِيَ أَمْ في القَلْبِ موْؤودُ؟ |
وَناحَتِ الطَّيرُ في الآفاقِ راحلةً |
أمْ أوجَعَ القلبَ لحْنٌ منْكَ مَعْهودُ؟ |
يا طارِقاً بابَ دارٍ ما دُعيتَ لها |
أُغرُبْ !فقلبيَ مثل البابِ مَوصودُ |
أجئتَ تبكي على بيسانَ إذ رَحَلَتْ |
عنها الجُدودُ الأماجيدُ الصَّناديدُ |
فَدَنَّسَتها يهودُ الأرضِ قاطِبَةً |
وَرَوَّعَتْها الزَّناديقُ المَناكيدُ |
بيسانُ يا أرضَ أجدادي ولُؤْلؤتي |
الليلُ بعدكِ آهاتٌ وتَسْهيدُ |
والعيْشُ دونَكِ لا شَوقٌ ولا أَمَلٌ |
ماتَ الطُّموحُ وفاتَتْني المواعيدُ |
مَصَّتْ شِفاهِيَ أنّاتٍ الأسى وَنَأتْ |
عنّي الأماني وغاضَتْ بِيْ الأغاريدُ |
يا زائِري أوَ شعراً رَقَّ قافِيَةً |
ما قُلتَه أمْ أسىً... فالحِسُّ مفقودُ |
هيَّجتَ بي ذكرياتٍ في الحَشا خَمَدَتْ |
ما خِلْتُ تُوْقظُها منكَ الأناشيدُ |
يا عيدُ تأتي فَتَأتينا طُفولَتَُنا |
كَطائِرٍ مَا لَهُ في الدَّوْحِ تَغْريدُ |
خَلِّ ابْتِسامَكَ لِلخالي وَمَنْ فَرِحُوا |
إنَّ التَّبَسُّمَ في التَّشْريدِ تَشْريدُ |
ما زِلتُ بِالهمِّ والاحزانِ مُنْطَرِحَاً |
كأنَّني بِحِبالِ اليَأْسِ مَشْدودُ |
يا عيدُ عَرِّجْ على الاطفالِ في بَلَدي |
ألَمْ أقُلْ لَكَ أنّي شِبْتُ يا عيدُ؟؟ |