في ساعة الوله المدهشة
من قصائد ديواني ( عصافير وأشياء أخرى)نعم كل شئ ..
يدور
يدور ...
ولكن يحن إلى أن يقر ...
ويهجع في العش هذا الجناح ...
على غصن دوحتك الوارفة..
نعم كل شئ يدور..
يدور ...
ولكن قلبي قد مل ترحاله في السديم ...
يكاد يجن حنينا ..
إلى جنة الضمة الغامرة.
وهذي الجداول مابعثرت شوقها للمصب ...
رياح السموم ...
ولا هو قلبي ...
قد أبعدته ...
مسافات هذا الفضاء ...
عن الحلم أن تحتويه بودك , يوما , وبلسم راحتك الشافية
نعم قد مللت التجول في وحشة المدن المظلمة .
وها أنا ذا قد علمت أخيرا...
بأن الشموس على ألقها ...
أظلمت في غيابك. لما رحلت ...
وكنت مشاعلها الباهرة.
وها أنا ذا قد فهمت أخيرا ...
بأنك نبع بوجه السراب ...
وواحة ظل بتيه الرمال.
خذيني ..
خذيني ..
لأرسو في مقلتيك بريقا ..
وفي الوجنتين تورد بسمتك الحانية .
خذيني إلى النهر في ضفتيك ..
لأشرب من راحتيك الأمان...
على صدرك الثر تحلو الحكايا ...
وتنساب ضحكتكِ العاطرة .
وتختال عيناك في الأفق نجما ...
ليهدي خطوتي الحائرة.
(بسيط هو الحلم في مقلتي ..
.بساطة عشب .. رواه الشجن.
سآتي مساء ...
وفي القلب عاصفة من حنين ...
وفي اليد شيء من الخبز ...والورد ...والفاكهة.
نرتل أغنية للوصال ..
ونشرب شايا ...
نضم ارتعاش اليدين سويا ...
على وجه أكوابه الدافئة)
فها أنا ذا قد أتيت :
( سنونوة للحنين ..
فحطت على خصلتيك مساء )
ونادمت ثغرك حتى تفتق كالزهر..
من دفء قصتي الشادية.
أثغرك حاضرة للربيع ؟
قطفت بها كل ورد برئ؟
وذقت بها الشهد سحرا ؟
يفتح شرنقة للحياة....
بهمسة شفتيك الطاهرة؟
وها أنا ذا قد صحوت أخيرا....
وفي قمة الوعي فتـَّحت عينِيَّ..
في لحظة للهوى مسكرة..
لكل الطلاسم أدركت حلا...
بنفحة لمستك الساحرة :
(لأنت مليكة روض الجمال ...
وكل العناوين التقت.. عند بابك
و كل دروب الجمال انتهت في دلالك
عند احتضان الجفون..
لرائع نظرتك الناعسة.)
وها أنا ذا قد صحوت أخيرا ....
وفتحت عينيَّ ..
في قمة الوعي ...
فجرت كل عيون الحقيقة ( أني أحبك) ...
في ساعة الوله المدهشة.
30-4- 2006