بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قرأت لكم " السيف والقلم" وهي ثلاث مسرحيات أحدهما شعرية للكاتب وليد أبو بكر وما أعرفه عن هذا الكاتب أنه له الكثير من الأدبيات منها:
1.الوجه الطيب للأحزان، شعر، دار كاظمة للنشر الكويت 1977
2.العدوى، رواية، دارا الأداب بيروت 1978
3. الخيوط، رواية ، دار الآداب بيروت1980
4.الحنونة ، دار الأسوار عكا 1998
5.الوجوه ، رواية دار الشروق رام الله 2001
6.الأول والأخير، مسرحيتان ، دار الربيعان الكويت1983
كما له العديد من الكتابات النقدية والدراسات في كثير من البيئات الأدبية لا سيما الأدب الفلسطيني والأدب الكويتي، كما أنه ترجم الكثير من القصص العالمية للغة العربية.
أما عن "السيف والقلم" فهو عبارة عن ثلاث مسرحيات، أولها شعرية وتحمل عنوان "أبو ذر الغفاري" في مشهدين، وهي مسرحية عميقة الفكر، تجسد كيف وصل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه إلى معرفة الإله قبل أن يسمع بالنبوة ، ويشارك أبو ذر في هذه المسرحية ، أخوه أنس وشيخ مسن هو كاهن الصنم الذي يكفر به أبو ذر علانية، وكذلك مجموعة من عباد أولئك الصنم ويصل بهم الحال أخيراً إلى الإيمان المطلق كما أبو ذر.
أما عن المسرحية الثانية فهي مسرحية نثرية، تحمل عنوان "المتنبي " وتقع في أربعة مشاهد، يشارك المتنبي فيها أبو حمزة، ومنصور الحلي ، وأبو إسحق الصابيء، وأبو عوف الكناني سفير كافور في بغداد، ومجموعة من العبيد والأتباع.
هذه المسرحية تصور لنا الطموح والكبرياء في نفس أبي الطيب، وكيف ترك مصر لاجئاً لبغداد بعد غضبه من كافور، وكيف حاول الاخير قتله عبر سفيره في بغداد، لكن كبرياء أبو الطيب وهو مقيد القدمين أخافت العبيد ، فتركوه يمضي لحال سبيله بعد أن تدخل فتى صغير لأنقاذ المتنبي.
أما عن المسرحية الثالثة فهي من وجهة نظري المتواضعة القمة في هذه المجموعة، تحمل عنوان المجموعة "السيف والقلم " وبطل هذه المسرحية هو البطل الإسلامي " أسامة من منقذ" ينفذ هذه المسرحية سردياً شخصين يفترض ان يكونا طالبان لأن المسرحيات مدرسية، كما ينفذها حوارياً مجموعة من الشخصيات هي " أسامة بن منقذ" وعمه "السلطان" وابن عمه " ذخيرة الله" الذي يبدي الغيرة من ابن عمه، وتتوسع الوشايات حتى يخرج اسامة من "شيرز" مدينته التي أحبها ودافع عنها ، وذلك بعد وفاة أبيه، ليعاني الغربة، فيزور الأماكن المقدسة في الشام، وذلك في وقت الهدنة مع الفرنجة، هذه الهدنة التي هو فرضها هو عليهم، يتجول بين الناس ولا أحد يعرفه، ثم يستدعيه الأمير معين الدين ليقيم عنده فترة، ويتدخل الوشاة مرة أخرى، فيرحل ليلتحق بالملك العادل نور الدين زنكي وهو حزين، ويعده العادل بالنهوض للجهاد، ويعلم أسامة أن "شيرز" مدينته التي أحبها قد أبتلعها الزلزال بعده، ويأمر نور الدين بإعادة بناءها اكراماً لأسامة.
بدأ يكتب أسامة كتابه "الإعتبار" يدون فيه تجربته العميقة في الحياة، ولما بلغ التسعين من عمره كان منادي صلاح الدين الأيوبي "حي على الجهاد" فيأتيه أسامة ، ويسنده صلاح الدين حتى لا يقع، وكان صلاح الدين قد حقق الله على يده النصر، فابتهج أسامة ، وطلب منه الذهاب لـ "شيرز" ليوارى الثرى هناك ، وعندما بلغ موضع بيته مات ، ويتسائل الطالبان في نهاية المسرحية " هل مات حقاً ؟"
أرجو أن يمكنني الله تعالى من كتابة المسرحية الأخيرة لما فيها من الجمال
بارك الله فيكم