وطنٌ للمراحلِ الصّعبة
أتعرفين لماذا؟؟
يتناساني وطني المعقود كحبّة الزعفرانْ
في جيوبِ الإحالاتْ
و في هوامش القطن الأحْرشْ
المستورد من بعيدٍ
على سواعد الشجر الضّامرْ
كلما داهمتهُ الماكِناتُ الخضراءْ
استيقظتْ دوداتُهُ
من خزائنِ الدّفءْ
لتُعيدَ للمسافةِ رطوبتَها المعهودةْ
××××××××
أتعرفين لماذا
بتّ محترقاً
بغربتي
لكأنّي صرتُ أحترقُ
أكلّما عذّبتني في الهوى مدنٌ
شربتُ حُزنيَ
حتّى بتُّ أنشرقُ
لا أحملُ الآن في أضلاعها رمقاٌ
يسدُّ ما يبتغيهِ
الحزنُ
و الرّمَقُ
×××××××××
أتعرفينَ لماذا ؟؟
يسكنُني البردُ القارص
في مفاصل الحروف
و ينتابُ كلماتي داءُ الرّبوِ المُزمِنْ
منذ أن كنتُ شيخاً
و أنا أتسلّقُ هذا المبنى
لأصلَ إلى صبايَ المسلوبْ
بين فكَّيْ مرحلةٍ
لا تفكّرُ في غير مستقبلها
×××××××××
ها أنا
أتقاطر على رؤوسهم
هَمّاً
هَمًّا
تآكلَ الفكّان
(أقصد فكيّ.....)
و لمْ تنتهِ المرحلةْ
×××××
أتعرفين لماذا ؟؟
يدومُ الملكُ لأهلِهِ
و تنتحرُ السّلحفاةُ الهامشيّة
في بحرٍ مزوّقٍ
قنّنتْ حُدودَه التّواريخُ المعقوفةُ الأذيالْ
على مرأى من أحفادها الجائعينْ
×××××
أتعرفين لماذا
كنتُ من زمنٍ
بغيرِ ما تلدُ الأحجارُ
لا أثقُ..
كأنّ
سيفي
يُجافيني
بلا سببٍ
و حرقتي
لدروب النّار تعتنقُ
لا تجعليني نبيّا
دون معجزةٍ
أو تسرقي كلماتي
مثلما سرقوا
××××××
أتعرفين لماذا ؟؟
يُخيّلُ إليّ أحياناً
أنّني لستُ أهلاً
لأنْ أكونَ من ضمن هؤلاءْ
على الأقل
في كلِّ المراحل
و خاصةً
أثناءَ الحملة الانكشاريةْ
حيث يتهالكُ الذّبابُ الأزرقُ
المرشَّح ضمن قوائم أُعِدَّت سلفاً
على مأدبةٍ من الزّبل الممتازْ
المستوردِ بالعُملةِ السّهلةِ
من مدائن الشّوق
في صناديقَ شفّافةٍ
صالحةٍ لتبييضِ الأصواتِ البحّةْ
و ترويض ما استقامَ من الظلّْ
×××××
هل شربتَ الزنجبيلْ
هل تداويتَ بالمرارةْ
هل تقلّدتَ كتاباً
و مناصبَ من طينِ العاصفةْ
هل كنتَ نفسَك الذي رأيتهُ
يصطادُ في الماء الحُلو
و يتدثرّ بإنجازاتِ الزّعيمْ
××××
أيّها النّاسْ
اسمعوا
وعُوا
إن ّالفاقةََ
لا تدومْ