|
أحنّ لسلْمى و قلْبي عميدُ |
ديارٌ سبتْني و ماضٍ بعيدُ |
و نفْسي أمنّي بيَومٍ قريبٍ |
فترْجع سلْمى و وَصْلا تُعيدُ |
كيوم الْتقينا بأوّل عهْدٍ |
بهاءٌ تجلّى وحسنٌ فريدُ |
سماحة قلْبٍ لكَمْ احتوتني |
و بسْمة ثغْرٍ وصوتٌ غريدُ |
و شيمة جودٍ علَتْ عنْ حسابٍ |
و ما ضاع خيرٌ و ربٌّ يزيدُ |
إذا ما أشارتْ بدتْ منْ لبيبٍ |
رجاحة عقلٍ و فكرٌ رشيدُ |
وأقْسمُ حينا : كأنّي أراها |
فيَرْتدّ طرْفي وَسلْمى تحيدُ |
و ما بالبعاد سِنينا أردْنا |
و لكنْ نريدُ و ربُّ يريدُ |
فكيف لماضٍ قضى نبْتغيهِ |
و نفْسٍ أحبّتْ ثراها تعودُ |
يضيع الوصال و يَهْلكُ دوما |
إذا غاب عمْرٌ و حلّ يزيدُ |
كذاك افترقنا على حدِّ قولٍ : |
سلامٌ عليكمْ و حظٌ سعيدُ |
تُسلّم عيني بآخر رمْقٍ |
و تعْتبُ أخْرى : فأين العهودُ ؟ |
تُمنّين صبٍّا بجنّة عدْنٍ |
فتجْري رياحٌ و يُمْسي الطريدُ |
و تبْلين قلْبا جفًا منْ عنادٍ |
فيَأْتيكِ طوعا و أنْتِ المَريدُ |
/ |
نعيبُ الزمان شقاءً بعيْشٍ |
فلو كان حقّا كما يدّعيهِ |
لما قال يَوما لِحبٍّ : تليدُ |
ترى الناس تبْلي عطاءً بنفْعٍ |
و ليْس الأماني بِحُبٍّ تسودُ |
أنا منْ شكاني الهوى منْ حبيبٍ |
فحيث رحالي فثمّ شهيدُ |
فصبْرا دعوتُ وهلْ ذاك ذنْبي ؟ |
فأنّى تُولّي فثمّ القيُودُ |
لعمْري الحياة بحبٍّ أراها |
وإلّا جحيما فكيف الخلودُ ؟ |