دفعني للخروج ..
أي شعور مُلِحٍ كان !
غمرني الليل بعتمته ..
و تألقت حديقتي بنورٍ حنون .
رفعت عينيّ إلى السماء ..
آه ..
البدر ..
مددتُ كفيْ ..
لامستُ وجنته الشاحبة بغلالة غيم ..
عبرتُ مشاعري لأجالس شجرة تفاح ندية ..
مالَ عليّ غصنها يحييني
رفع البدر رأسه بصمت ..
جذب خصلة غيم ..
أبعدها عن عينيه ..
جفف ألم فؤاده .. و تناسي أعماقي المتلاطمة ..
بث شعلة نور
و أغمض عينيه ليذرف هذيان حمى جالت في تجاويف نوره
ربتُّ على كفه البيضاء ..
داعبتُ جبهته الملتهبة حمى بشرود ..
كم يذكرني بك !!
عدتُ أغطيه بثلوج ديمة صغيرة .. فهدأتْ أنفاسه ..
التفتُ إلى تفاحتي أناجي أزهارها ..
أسندتُ وجنتي إلى الجذع الغض ..
أُنْصِتُ لنجواها ..
نجوى شجرة صديقة ..
نجوى حبيبة ..
أما زالت تَذْكر كفيه ؟؟
ما ملكتُ زفرة حرى ندت لتدفع أمامها بزهرة حيرى
تحسستُ تجاعيد الجذع ..
ضمدتُ الشقوق المتفتحة اشتياقا ..
و عدتُ لقلبي
ترى .. أتضمده أنامل الزمن ؟
أم سيظل ينتظر عودة مستحيلة ؟
هامستُ البدر ..
أطرق ..
غيّبَ الجواب في حمى فراق
و أطرقتُ ..
غرقتُ في ارتعاش العشب ..
بين سياط الظلال ..
من بُعْدِ المسافات التي لم تقطع هبت نسيمة ..
كرائحة أنفاسه الحانية
اجتذبتْ نظراتي ..
داعبتْ خصلات شعري المتناثرة ..
و لملمتْ ثوبها الرقيق لتمضي ..
لتمضي كما مضى ..
آه يا نسيمة ..
خبري نسيمتي ..
خبريني ..
أيجلس جلستي ؟
أيرنو إلى تلك النجوم ؟
أيسائلها ؟؟
أيسائلها عني ؟
عن يوم عودة ؟
أتمور أعماقه بشوق إلى ماض بعيد ؟
خبرني يا نسيمة ..
أما زال يذكر ..
أما زالت الذكرى تربت على بابه ؟
أم قد ألقى شوق عيني إليه وراء كهوف الزمن المتداخلة ؟
آه يا نسيمة ..
خبريه ..
خبريه أن طفلته غدت تمشي في عوالم ألمها إثر حبو ..
خبريه ..
أن طفلته غدت زهرة منيرة ..
و هاهي تخبو ..
رويدا رويدا ..
لا تفجعيه ..
خبريه بهمس رقيق ..
خبريه .. و لا تسمعيه ..
لا تؤلميه ..
ذكريه ..
ذكريه ليالي البدر ..
همس الليل ..
و أرجوحة نصبتها كفاه ..
و احملي نسيمتي عبق التفاح الخجول ..
احملي همساته ..
و احملي همسات قلبي ..
خبري نسيمتي ..
خبريه ..
عن طفلة عجوز ..
عن نبضة تموت ..
عن تفاحة تعيش ذبولا و تحيا ضياعا ..
خبريه نسيمتي ..
عن روح تضطرب ..
عن روح تنتظره ..
خبري يا نسيمة ..
اسأليه أن يعود ..
اسأليه أن يداعب بأنامله الدافئة ذكرى ماضية ..
آه يا نسيمتي ..
آه يا رقيقة ..
خبريه ..
قد ضاق الصدر بما يحمل ..
و ضج القلب بأنوائه ..
آه يا نسيمة ..
تعب البنان ..
و تعب البدر ..
أما لك من أخ تفتقدينه ؟
آه يا نسيمة ..
مات الليل
=====
غموض
7 - 11 - 2003م