هيا إلى .. تعالى يا فتاتى الجميلة .. كم إنتظرتك طويلاً طويلاً .. وكم أرقنى الإنتظار..لكنى كنت أعرف انك ستأتين يوماً ما .. وتلاقيننى فى هذه البقعة البعيدة .. كنت موقناً انى سأكون ملاذك ومهربك .. ما اجملك .. وأنت تتهادين أمامى بثوبك المزركش بألوان قوس قزح..وخصلات شعرك الحالكة السواد .. مستسلمة لعبث الرياح وأنفاسها المعربدة ..ما اجملك ..
دعينى يا فاتنتى أتأمل قسماتك الحزينة ..وأشعر بهذا الألم المعقوص فى صدرك ..دعينى أرى ظلم الآخرين منقوش على جبينك الطيب ..وألمح اليأس يتسرب من عينيك زخات دمع ..ويولد غيره بمقلتيك فى اللحظة ذاتها ..دعينى أحس بدماء الوحدة تثور بشرايينك وتكسب وجنتيك هذه الحمرة الساحرة ..دعينى أسمع زفراتك ..آهاتك ..أناتك التى واريتِها دوماً و دفنتِها فى قمقم الإستسلام .. والآن يخرج المارد ويحملك إلى ..
لا يا جميلتى..لا تظنى أنى أحب ألمك..وأتغزل بحزنك..وأطرب ليأسك..لكنى لا أخفيك أنى أدين لهم جميعاً بفضل وجودك هنا أمامى .. سائرة بحذر هرة مذعورة ..ترسم أقدامك العارية على رمال الشاطىء بصمة إعترافك الجميل بأنك آتية ..وتحكى ذراعاك المتخاذلتان عن قبولك بى أخيراً..وتفك خطواتك المتتالية طلسم إنتظارى الأبدى لك ..
تعالى إلى يا فاتنتى .. أرمقينى بهذه النظرة الساحرة التى طالما جئتنى بها قبلاً .. أتذكرين ؟؟ ..لقد عاشت عيناك على صفحتى .. تدمع.. وتبكى .. وتحكى دونما كلمات وكنت أسمع بلا آذان .. كنت أعيشك .. وأشتاقك وأتلهفك .. لكنك كنت تقاومين..وتعاودين الرحيل وكأننى أنبت شجيرات الأمل الصغيرة بداخلك..كنت ترحلين ..وتتركين بعضى يصارع بعضى وامتد زاحفاً وراءك .. عابثاً بكل قوانين الطبيعة حتى أُلامس أطراف قدميك المبتعدتين .. كم عذبِتنى أيتها الجميلة ..
والآن أتيتِ .. نخبة من باقات اليأس تسكن قلبك ..وعطر قديم يعطر ثوبك الزاهى .. يا إلهى ..هل أطمع أن تأتينى فرحة متعطرة ..كم حلمت بذلك .. ولكن ليذهب حلمى كله إلى أعماق الجحيم ..يكفى أنك أتيت لتلقى بنفسك فى أحضانى ..تصارعيننى .. وأهدهدك ..تقاوميننى ..وأحنو عليك تستغيثين بعابر سبيل من بنى جنسك فلا يسمعك سوى موجى الهادر ..وفى النهاية تستسلمين ..وتذهبين فى أعماقى السوداء ..وترقدين كالملاك على أرضى وسط فراش موشى بالطحالب الراقصة ..هيا يا جميلتى..هيا..لا تحجمى .. دعى اليأس يتمكن منك ..إقتربى .. إقتربى ..
____________