لا أدري ماذا أسميك؟؟ أهل أنت سمري أم سنائي؟؟؟
أسميك تجاوزا بحرف السين،
إنني قد تعرفت عليك بطريقة أستحضرها في دماغي، وكأنها لمحة قطعت من الزمن،
ولا زلت أتذكر تفاصيلها وكأنها شريط سينمائي له بدايته ونهايته،
لم يكن تعرفي عليك وسيلة من الوسائل أحاول بها أن أدس رأسي في التراب... كما تفعل النعامة... وذيلي ملطخ من قبل غيري بطرح الأسئلة المباشرة والغير المباشرة.
إنني قد كنت محظوظا بمعرفتك، كما أرى أنك محظوظة بمعرفتي، والنتيجة أننا لم نخسر شيئا فيما بيننا، قد عدت من الطريق الذي مررت به أولا بدون نباح الأحداث، لكنك وإن اعتقدت قوتي أو شراستي، ستشعرين في يوم من الأيام بأنني على الرغم من نباهتي ساذج... وسترين بين عينك صورتي مفسرة بالتفسير الصحيح، مطولة في حجمها الموعود، قصيرة في تضاريس ألوانها وأطيافها الكامنة فيها، وقبل أن تصلي إلى هذه القناعة، لا بد لي من توضيح أمور لا بد من معرفتها، والأمر على ما أعتقد، لا يشكل التباسا في مخيلتك، لأن الحسم فيه قد حصل من جهتك، فانتهت القضية بالنسبة لك، لكنني بالنسبة لي لم تنقض، ولم تنفصل عن ذاتي، ولا أعني انفصالها على مستوى الشعور فقط، بل حتى على مستوى التجليات المتأثرة بهذا الصنيع المتهادي بين مدي البقاء والهروب، فربما تهلهلت صورتي التي كنت تتصورين بها إنسانا مثلي، وهذا إن لم يكن له أثر عليك لإيمانك بلغة القلوب، فيكفيك أنها غلطتي الكبيرة، وزلتي العريضة، إنني لا أريد أن أصنع أناسا ينظرون إلي بعين متهالكة في البغض والاحتقار، ولا أريد أن أركب في كهوف مظلمة موحشة، والدافع إلى هذا الشعور، وإن لا أراه مستساغا في جنابك، ما رأيناه في حياتنا وحياة أمثالنا ممن خشنت يد الحياة في وجوههم فلمسوها متحجرة لا تفي بالرغبة المثلى من الوجود، إنهم عوملوا بدون شفقة ولارحمة، لكنني وإن خشيت من هذا، فإنني أرى تحضرك و سمو أخلاقك يمنعك من أن تجعلي سقطات القلوب سببا للإستبذاء والاحتقار.
حرف السين،
إن الاعتراف سيد الأدلة، لكن هوان الروح سبب الاحتراق في سبيل لا يرى فيها الإنسان نفسه محتاجا إلى ورودها، فماذا عسانا أن نقول مع إنسان فارغ عطل؟؟ وماذا أمكننا أن نكتب من كلام عن ذات يشعر صاحبها بتذبذب في دفقات تاريخه، ويحس بأنه يعيش لحظات تهدمت فيها أحلامه، وتقوضت فيها أعلام مملكته، وتصدعت فيها مرامات أحلامه؟؟؟؟؟؟؟؟
إن الواقع الذي يعيشه هذا الرجل يستدعي منا أن نناصره على تكالب الحدثان،وأن نسانده في طريقه الوعر المرعد، لعله يستقيم مشيه، ويتسع منطقه، لكننا إن قسونا عليه اتهمناه بالخفة والطيش، وإن تعدينا طورنا وصفناه بما يدعه سبة وعارا على جبين لطف الحياة، ونعتناه بما يدع البؤس يطارده في دروب معاشه.
حرف السين،
قد أحسست بك في اللحظة التي أحسست بها، فأنا أحسست بك، وأنت أحسست باللحظة، وهنا الفرق، وأنا متأثر هنا بالأثر الممنوح، وأنت سالبة بدون انفعال، لكنني ولو حاولتِ تصويرك كآلة ميكانيكية لم تحركها شعوراتها، فإنك بالنسبة لي شاعرة تنبعث منها إيقاعات جميلة توحي لي بملايين المشاعر، فهل تصدقينني !!!!!!!!! إذا قلت لك بأنك أحسن بالنسبة من عشرات الكاتبات اللواتي استدعاهن الشبق إلى رحاب الكتابة، فلا الكتابة أحسن، ولا العهر أتقن، وصدقيني إن قلت هذا، فلا تعتبريه مني مجاملة أو كلاما ساقطا توحي به لحظات الغزل الكافر!!!!! بل هو كلام نابع من فؤاد يحس المعنى في كل منحى من جهات الحياة.
سميرة،
إن إحساسنا لم يكن متبادلا وهذا فطري، لأنك أنثى، وأنا رجل، ومن عادة العرب ونحن شئنا أم أبينا تأثرنا بطقسهم البدوي الصحراوي أن المرأة لا تفصح عندنا بما يستكنهنه روحها من مشاعر وتأوهات، ربما قد تكون لطفا إلهيا، وربما قد تكون غضبة هاشمية تهشم كل شيء تجمَّع في عالم المشاعر والإحساس، و ربما سقيا تزرع بلايين الورود في طريق من مقتهم الحظ، لكننا وإن لم نتبادل البوح بالإحساس، فإننا قد تبادلنا حدودا ممكنة من الزمن الفاصل بين مرحلتين لا محيد من الوصول إليها، مرحلة ينبت فيها هذا الزرع في ذات تتوحد فيها الأرزاء، ثم تيبس الكلمات في جرداء قاحلة قد أجرتها الأقدار قاعا صفصفا بين الحلم والواقع، ومرحلة سنبكي فيها بكل الألفاظ المترعة بالحزن الأليم، فما تبادلناه كان ممتعا في لحظة لم نفكر فيها بعقل معاشي، وحين فكرنا صار العناد محلا مورودا لبعضنا، فلو فكرنا في ما تبادلناه بجنون، وكانت الشبكتان فارغتان من السؤال والمنطق، أدى بنا ذلك إلى الاصطدام مع غرور الواقع، وكبرياء المجتمع، بل نتعدى هذا إلى مقاومة الطقس المفروض علينا، ولا أظن الأمر سيقف حاجزا وإن تأبى علينا أن نرى الوجود في كفتنا راجحا.
حرف السين،
هذا تصورنا قبل الشروق، وحين أشرقت أحلامك صارت كوابيس ترين بها الوجود كما يحلو لك، وتلك حريتك، ولا يحق لأحد أن يمنعك من التفكير في ما ترينه حلم الغد أو اليوم، لكنه يبقى حلما عندك لا يتنظر مني إلا أن أباركه بكلامي، وإن أضمر له شيئا في قرار نفسي، لأنني أستشعر أن الأمر خطير جدا.....
استشعر بأن مجموعة من المكابح تحول دون فرض تفكير معين على دماغك، وهذا متعذر جدا، وإن أدركتني سكرة من عقارك ظننته صحيحا في ترتيب النتائج عليه ولو على المدى القريب، إلا أنه بعيد التحقق، وربما قد نستطيع أن نناله لو كانت المغامرة جائزة في قوانين المقامرات التي تجري خيولها في حلباتنا تأمل كسب الرهان.