|
يا أيها القلم السهران في الورقِ |
مناجيَ الحرف في رفق وفي قلقِ |
ما لي رأيتك كالأطفال باكية |
قد غسلتك بحور الخوف والعرق |
ما ضل نبضك عن مقدور دقته |
وما جفتك حروف الشعر واللبقِ |
وما لبست ثياب العجز من لغة |
ولا عرجت بعكاز على طرقي |
لا تبك يا قلمي................................................ |
...............لا العجز يعرفنا |
لكنه الود إن ثارت بوداره |
ولم تحطه حدود الشعر أو تطقِ |
من يقرب الشمس لا تغنيه بهجتها |
من لسعة النور في الأعضاء والحدق |
وليس بعد كقرب، والضلال هدى |
وضحكة النور ما صيغت من الغسقِ |
وهمة الشعر في علياء قمتها |
ليست بنافعة في وصف قلب نقي |
هذا الذي كتبت عيناه واحتنا |
بهمسة الحب أو إحساسه الألِقِ |
فاستهد بالله إن الله مطلع |
وقل أعوذ برب الناس/ والفلق |
ثم اكتب الشعر في إنسانِ طلعتِهِ |
هذا الكريم أصيل الطبع والخلقِ |
واسترض فيه ملوك الصدق مبتهلاً |
بالحرف كالنجم في إزهاره الطلِقِ |
يثنال منه عبير الروح مغترباً |
في ساحة الفكر مثل النهر والودق |
ينهل منه ضياء العلم معتمراً |
في بيت إعجاب قلب العقل والورقِ |
واقنع بما أمكن الأحبار يا قلمي |
من فكرة صاغها قلبي على خرقِ |
يا صاحبي إنني قد جئت ملتمساً |
منه انتفاضة نقد عامر الغدقِ |
كالنهر إذ طلعت وديان فكرته |
والشعر من فمه حالات مندَفَقِ |
والسحر يجرفنا في نقده حسناً |
حتى نصادف فيه ألف مفترَقِ |
قل فيه يا قلمي ما قال فيه أب |
مخضوضر القلب والإيمان والألق |
قد قال فيه صفات الحسن مجتمعاً |
كالنُور، كالنَوْر، في الإحساس والشفقِ |
وفيه من عبق الإنسان أخلصه |
وعقل قلب لدين العلم معتنقِ |
ماذا تريد وأنت الآن مبتدئ |
في حضرة الروْح والريحان والحبق |
لا تبك يا قلمي .. لا العجز يعرفنا |
وليس يجمعنا بالعجز من نسقِ |
لكنها عادتي والروح صبّرها |
أن ليس رحب الفضا من ضيق النفق |
لا تقطف الشعر إلا من رحيق دمي |
أو تنبض الحبر إلا من دم العبقِ |
وجهت صوتك يلقاه ويبلغه |
تقدير قلب صداه الآن في الورقِ |