هذه القصيدة كُتبت في ذكرى انتصار أكتوبر.. الذي طال انتظارُنا لعودته.
القنبلة الموقوتة
لا يَعشقُ النورَ إلا مَن رأى ظُلْمَهْ لا يَكْرَهُ الشرَّ إلاّ مَن أَبى ظُلْمَهْ إذا رأيتَ حليماً لا تُحِرِّكُهُ شرارةُ البغي.. فاحْذَرْ في غَدٍ حِلْمَه فالأرضُ تَفتَحُ للبُركَانِ قِشْرَتَها إنْ زادَ فيها اللَّظى لم تَسْتَطِعْ كَتْمَهْ مِثْلَ الشعوبِ.. إذا الطغيانُ أثقلَها قامت يدُ الحقِّ فيها تبتغي هَدْمَهْ والشعبُ لو ذاقَ طَعْمَ الذُّلِّ في بَلَدٍ تَصِيرُ (لُقْمتُهُ) في جَوفِهِ (نِقْمَهْ)
*****
يا مِصْرُ كم أنتِ عندَ السِّلْمِ حانيةٌ على الجميعِ.. فأنتِ الأُمُّ والأُمَّهْ وأنتِ لَعْنَةُ حُرٍّ في الحُروبِ إذا أتى عَدُوٌّ رَمَى في أرْضِنا سُمَّهْ أكتوبرُ الشاهدُ المصداقُ يُعلِنُها أنَّ الكِنانةََ نالَتْ قِمّةَ القِمّهْ جاءَ اليهودُ إلى سَيْناءَ في صَلَفٍ وفي اغترارٍ، فلم يَرْعَوا لنا حُرْمَهْ ظنُّوا بأنّ جُفُونَ الحقِّ نائمةٌ وظَنَّ كَلْبُهُمُ أنْ قَدْ رَأى عَظْمَهْ فصارَ يَلْهَثُ حتى طَوّقَتْ فَمَهُ دَنَاسَةُ الظُّلْمِ حتى أَوْحَلَتْ جِسْمَهْ لَكِنَّهُ لَمْ يَذُقْ إلاّ دَنَاسَتَهُ وَعَادَ تُذْهِلُهُ مِنْ هَوْلِها الصَّدْمَهْ دَرْسٌ.. على وجْهِ إسرائيلَ مِن يَدِنا لكنَّها يا تُرَى.. هل حاولَت فَهْمَهْ؟ هل أَدْرَكَتْ أننا شعبٌ يُوَحِّدُهُ صوتُ الجهادِ، وتَبْنِي شَمْلَهُ الأزْمَهْ؟
*****
مَرَّتْ على نَصْرِنا الأعوامُ مُسْرِعةً وغابت الشمسُ في إظلامةِ الغَيْمَهْ وتاهت القدسُ في أمواجِ غفلتنا وفارق الطفلُ في أحضانها أُمَّهْ والمسجدُ الدامعُ العينينِ يسألنا: ماذا جَنَيْتُ لهذا الذُّلِّ؟! ما التُّهْمَهْ؟! دَمْعُ الرضيعِ ينادي ثَدْيَ ميِّتةٍ فلا يُغاثُ.. فيُسْقَى بَعدَها يُتْمَهْ يا حَرْبَ أُكتُوبَرٍ عُودي لنا وخُذِي ما شِئتِ من دَمِنا.. عُودي بلا رَحْمَهْ وحَرِّري جَنَّةَ الأقداسِ مِن يَدِهِمْ وأَرْجِعي الدمعَ حتى تَرْجِعَ البَسْمَهْ يا حَرْبَ أُكتُوبَرٍ زُورِي مَدافِعَنَا كي تستفيقَ.. ويُحْيِي عزمُنا عزمَهْ
*****
يا قدسُ عذراً، فشِعري كُلُّ أسلحتي ولستُ أملكُ غيرَ الحُزْنِ... والكِلْمَهْ يا قدسُ لا تحزني؛ فالنصرُ قُنبلُةٌ موقوتةٌ خُبِّئَتْ في هذهِ الأُمَّهْ
*****