|
بالأمسِ هنَّأتُها و اليومَ أرثِيهَا |
و العينُ بالدَّمِ لا بالدمعِ تبكيها |
بالأمسِ كانت هُنا ، فينا ، مُغَرِّدةً |
عُصفورةً تسكبُ الأنغامَ مِن فِيها |
على أديمِ الثرى تزهو بخُطْوَتِها |
ثيابُها الطُّهرُ فوق الأرضِ ترخيها |
تَمُدُّ أجنحةً في الأفْقِ تَلمسُهُ |
و اليومَ أعجبُ كيف التُربُ يُخفيها |
يا أرضُ كيف تُوارينَ الثرى نَهَراً |
يجري بصحرائِكِ الجدباءِ يرويها |
أما شبِعتِ من الأمواتِ فاقتنصَت |
كفَّاكِ مَن كالضُّحى حُسناً و تنزيها |
أستغفر اللهَ ، ما خـوضٌ بذلـك فـي |
قضاءِ ربِّـكِ فيمـا قـد قضـى فيهـا |
لكنهُ الحزنُ كالإعصارِ يعصفُ بي |
لو تخمدُ النارُ في الأحشاءِ يُذكيها |
لا ، لن أُصَدِّقَ أن "الهاشميةَ" قد |
مَضَت و خَلَّت زهورَ الروضِ تبكيها |
بالأمس كانت هنا تروي خواطرَها |
من فيض أنهارها سحراً و تبنيها |
و "يَستَمِرُّ نَزِيفُ " الحرفِ تُسكِنُهُ |
" أرضَ انتحارٍ" لنا كانت تُغَنِّيها |
كانت تُصَلِّي و تدعو رَبَّها طمعاً |
في جنَّةِ الخُلدِ علَّ اللهَ يعطيها |
تُسَبِّحُ اسمَ الذي أسماؤهُ عَظُمَت |
و تَستَظِلُّ بها دوماً فتحصيها |
"جُوريَّةُ"الروضِ كان الروضُ لو عَصَفَت |
ريحُ الجفافِ به يُسقى بأيديها |
ما كنتُ أحسبُ أنَّ الموتَ زائرُها |
أو جالَ في خاطري أني سأرثيها |
لكنَّ أقدارَنا من سالِفٍ سُطِرَت |
في اللوحِ ، ليس لعبدٍ حيلةٌ فيها |