أشرد فى الليل غريبا
لا نور عيونٍ تجمعنى
لا جدران بيوتٍ تشملنى
وكأنى الأفق المأسور
وينام سوادٌ فى قلمى
كالزمن الماضى يرسمنى
فوق الاوراق دروبا
تغرق فى العمر المسجور
تغرق فى نظرات عيونى
شيئا شيئا
كخرير النبضات الجوفاء
كالاحزان الحيرى
دقات الهم البكماء
كالاشجار الثكلى
ترقد حبلى
ببقايا الاوراق الصفراء
ماتت تحلم يوما
أن يهمسها
لحن شموس الوطن الخضراء
أن يتراءى يوما فى مقلتها
أرض بلادٍ لا تبكى
أو قصة شعبٍ لا يحكى
مأساة النور
آه يا وطنى
ما يملك شعرى
غير الحرف المكسور
غير أنين الحزن يساقينى
ذاك الكأس الممرور
لكنّ عيونك ما زالت
تقطرفى روحى صوت النور
أسمعها فى العين دموعا
ترسل أحلاما تحمل عن صدرى
طعم النبض المبحوح
أغزل منها أوهاما
تهب القلب المجروح
كسرة روح
أو دفء الأمس المسفوح
فيسيل حنينى يتعلق فى جلباب الريح
يرجوها سلاما
يترقرق فى عينيه كلاما
"لحظة قرب يلهجها فى هذا الليل جريح"
"يتحيّن لحظة ضمّ يلقاها حتى ان كانت فى صدر ضريح"
آه يا وطنى
قد تعبت عينى
من مرأى الفجر المشنوق
يتحوصل فى ضوءٍ مخنوق
يتمدد فى كفن الساعة
منزوع الشمس الملتاعة
أتطلع للفجر المسجى
ألمس بعض رفات الضوء المحروق
تسألنى فى يأس عينى
"هل تبغى حياةً فى الصندوق؟"
بغداد على البعد تنادى
"
سيفٌ لا يعرف ذل الغمد
صوتٌ يلهج بالحمد
نورٌ يأكل ليل الصمت
دينٌ يقتل هذا الموت
"
أُبصرها خلف غطاء القبر الموصود
تدهسها فى ذلٍ أقدام جنود
تتسرب من شرفات الليل الممدود
تغتال براءة قرص الشمس المكدود
صرخات بلادى لا تهدأ
ورفات جدودى لا تهنأ
بلذيذ الموت
بسكون الصمت
تسألنى عنها
عن درعى
عن سيف صلاح الدين
عن سر سكون هدير الاقصى
عن دمع زمانى لو طاف بذكرك يا حطين
آه يا وطنى
كثرت فى صدرى الطعنات
ماتت من حزنى الكلمات
لكنّ يقينى فى صدرى
يأبى أن يصمت ذلا فيموت
يأبى أن يصمت ذلا فيموت
الأندلسى
8 - 2 - 2003